لهيب الحب - دراسة علمية في غريزة الجنس وقوتها
تأليف
محمد محمد جعفر
(تأليف)
مازن عبد العزيز
(تقديم)
للحب سحرٌ لا يُقاوَم، وفتنةٌ تتسلّل إلى القلوب فتقلب الموازين. فإذا ما استقرّ في قلب الجبان، أبدله شجاعةً تواجِه الأسود بلا وجل، وإن لامس قلب البخيل، فجّر في داخله ينابيع الكرم. وحتى الجاهل، إن مسّ الحب شغاف قلبه، اندفع في طلب العلم وكأنه لا يرتوي.
وقد اختلف الفلاسفة والعلماء في تعريف الحب عمومًا، وبخاصة بين الرجل والمرأة. فهناك من يراه تركيزًا عاطفيًا مكثفًا على شخص بعينه، نشتاق لرؤيته، ونسعى للقائه، ونبذل الغالي في سبيل البقاء معه وحمايته. وانطلاقًا من هذا الرأي، قُسِّم الحب إلى أنواع عدة: كحب الأم، وحب الوطن، والأسرة، والنفس، والعمل، بل وحتى حب الجمال الماثل في لوحة فنية أو تحفة نادرة.
أما فريق آخر، فيرى أن الحب جزءٌ لا يتجزأ من كيان الإنسان، ومكوّن أساسي في حياته باعتباره فردًا في مجتمع لا يستطيع العيش بدونه. ولذا، فإن تبادل الحب بين الإنسان ومحيطه ضرورة لبناء التعاون، وتعزيز الروابط، وتحقيق الخير للجميع.