قصة السينما
تأليف
صلاح دهني
(تأليف)
ليست هناك سوى قصة واحدة لنشأة السينما، لكن رواياتها تتعدد بتعدد من يروونها. وفي هذا الكتاب النادر، الصادر في القاهرة قبل أكثر من سبعين عامًا، يقدّم المؤرخ والناقد السينمائي صلاح دهني واحدة من أقدم وأهم تلك الروايات، من خلال كتابه الذي طُبعت نسخته الأولى عام 1950.
يروي دهني في هذا العمل رحلة السينما منذ لحظة اختراعها، مرورًا بمرحلة السينما الصامتة، ثم السينما الناطقة، وصولًا إلى دخول العرب هذا العالم الآسر. وقد كتب المؤلف هذا العمل المهم أثناء دراسته للسينما في باريس بين عامي 1949 و1950، حيث عبّر عن وعي مبكر بمشكلة كبرى لا تزال تُناقش حتى اليوم: تشويه صورة العربي في السينما العالمية.
يقول دهني في واحدة من أكثر مقاطع الكتاب جرأة ووضوحًا:
"شكل مخجل ذلك الذي تصورنا به الأشرطة الجنبية... فنحن جميعًا – كما يُصوّرنا الغرب – بدو رحل لا نعرف من الحياة إلا الخيمة والجمل، رجالنا سُمر ملامحهم غليظة وعيونهم تعكس الشراسة والخيانة، ونساؤنا لا يظهر منهن سوى عيون براقة تلمع بمزيج غريب من الاستسلام والشهوة!"
إنه كتاب لا يُقرأ فقط كوثيقة تأريخية لبدايات الفن السابع، بل كصرخة واعية مبكرة ضد الصور النمطية، ونصّ تأسيسي في نقد السينما من منظور عربي.