الأهوس
تأليف
حليمة الستراوي
(تأليف)
تتناول رواية الأهوس للكاتبة حليمة الستراوي العالم الداخلي للإنسان الذي عانى من التهجير والفقدان نتيجة الحروب، وذلك من خلال شخصية "ناجد"، الذي يجد نفسه منفيًّا في أرض غريبة، بعيدًا عن وطنه وعائلته وأصدقائه. يصبح "ناجد" زائرًا دائمًا لقصر الحمراء في الأندلس، مأخوذًا بجمال نافورة السباع التي تتوسط ساحة القصر، حتى يتملّكه إحساس غريب بالمسؤولية عن إصلاحها، فيتطور إعجابه بها إلى هوس، ويقال عنه: "وثالث عشرها ناجدها"، في إشارة إلى سباع النافورة الاثني عشر.
مع توالي الخسارات التي مُني بها، يجد "ناجد" في النافورة ملاذًا روحيًّا، ويتخيل أن تحتها حياة نابضة تجمع أشخاصًا من الماضي والحاضر، من عرفهم ومن لم يعرفهم. كان يستلقي على الأرض، يحدّق في أعماق الحوض، ويضع أذنه على الرخام وكأنما يصغي إلى تلك الحياة المتخيّلة، قبل أن يوقظه صوت رجل الأمن ويطلب منه الابتعاد.
تسرد الرواية هذه الأحداث عبر تداخل بين الماضي والحاضر، فتُستحضر الذكريات ضمن حالة نفسية واستيهامية يعيشها "ناجد"، تتحقق عبر الهلوسات، الحوارات الداخلية، والتقاطع بين الوعي واللاوعي، وصولًا إلى ذروة النص، حيث نكتشف أن "ناجد" يتلقى العلاج النفسي على سرير المرض، مصابًا بانفصام عن الواقع، في لحظة ختامية مكثّفة تختزل رؤيته المضطربة للعالم.