سلطامون
تأليف
منعم رحمة
(تأليف)
فقط يكون الأمرُ بالغ التعقيد إذا و لأي سببٍ غيرت المتروهات ، التراماتِ ، البصات خطِ سيرها أو ميقات وصولها ، تأتى ردة فعله عنيفةً و ضاجةً ، فإن كنتم راجلين توقف دفعة واحدةً كما عربةٍ أصابها العطب فجأة أو نفد وقودها ، أو كما إنقطاع التيار الكهربائي فى كامل المدينة ، و من ثم يرتجف جسمه و يأخذ فى الصراخ أو الطرق على أي شئٍ أمامه ، لتأتى الجملة السحرية و سَمهانه تحلُ و تغزل ضفيرتيها واحدةً بعد الأخرى :- سَمهَان كفى ... كفى ، كفى ، كفى ..
يعلو صوتها ، يتلطف صوته ، و إستفهام كبيرٌ يتغشى ذلك الوجه النحيل كما غيمة من دُخان . يتأتئُ قليلاً كثيراً و هو يقول :- نوو نوو ، مااا حنصل تُّلو تُّلو ( لا، لا لن نصل أبداً ، ليس هذا هو الطريق) ماااااا دّه ، ما دّه ؟
تضغط على يده بدأبِ نحلة يثقلها الرحيق :- بس بس سَمهَان بس عايزنهم ما يشوفونا ، و نعمل ليهم بالونه طَرشقت ، طااااق يالله مفااجأة .. هي ها ههههه ، مش ياا سَمهُونتِى .و تضحك ، تضحك معها السموات و الأرضين ، تضل الفراشات طريقها إلى فم الأزاهر لِتتسقط رزاز ضحكتها و نبر صوتها .