النحو بشواهده القرآنية
تأليف
محمد عبد المولى
(تأليف)
يُقال: "النحو في الكلام كالمِلح في الطعام"، وهي عبارة تلخص مكانة النحو بين علوم العربية، إذ هو القائد الذي يضبطها ويحفظ لها سلامتها ورونقها. ولعل في القرآن الكريم ما يؤكد هذه القيمة السامية للغة العربية، حيث يقول الله تعالى:
﴿كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾ [فصلت: 3]،
ويقول أيضًا: ﴿قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾ [الزمر: 28].
ومن هنا تأتي الدعوة الصريحة إلى التمسك بلغة القرآن وإعلاء قدرها، في زمن طغت فيه العامية وتسللت اللغات الأجنبية فأضعفت اللسان، بينما يظل النحو العربي تاج العلوم وركيزة البيان.
هذا الكتاب يهدف إلى أمرين أساسيين:
١- تبسيط القواعد النحوية وجعلها في متناول الجميع، مع التركيز على كشف الأخطاء الشائعة وتوضيح المواضع الملتبسة في الإعراب، بعيدًا عن كل ما يشتت الذهن أو يثقل الفهم.
٢- ربط النحو بالقرآن الكريم، بما يعمّق الفهم لمعاني الآيات، ويعين على حفظها وتلاوتها بوعي وخشوع، فينكشف للقارئ كيف يكون النحو سبيلًا إلى إدراك أعمق للمقاصد القرآنية.