فكر كالجاسوس
تأليف
جوليان فيشر
(تأليف)
عمر فتحي
(ترجمة)
أعلم أنك قد أمسكت بهذا الكتاب للتو، ولكنّي أود منك أن تضعه من يدك مرةً أخرى، لدقيقةٍ أو دقيقتين لا غير. وأرجو منك أن تقضي هذا الوقت في التأمل في السؤال التالي:
ما الذي يفعله الجواسيس؟ دعك من الإجابات البديهية من قبيل: الجواسيس يعملون في الظل؛ ويتعاملون بالأسرار؛ ويديرون عملياتٍ خفية. كل هذا صحيح. ولكنه لا يجدي نفعًا.
أريد منك أن تفكر في التفاصيل الجوهرية الدقيقة. مَن هم هؤلاء الجواسيس؟ وما الذي يفعلونه حقًا في الظل؟ ولِمَ يتعاملون بالأسرار؟ وأين ومتى يديرون عملياتهم؟
والأهم من ذلك كله، كيف يباشرون عملهم؟ انبذ الصور النمطية التي روّجت لها هوليوود؛ فأبطال الشاشة الخارقون لا يمتون بصلةٍ تُذكر إلى نظرائهم في الواقع. فالجاسوسية صناعةٌ، لا فطرة. وهذا ما سنراه. وبوسعك أنت أيضًا أن تصنع نفسك على شاكلتهم.
ولكن، قبل أن ننطلق معًا في هذه الرحلة، أدعوك مرةً أخرى لأن تضع هذا الكتاب من يدك للحظات، وأن تسأل نفسك:
ما الذي يفعله الجواسيس حقًا؟
ثم، حين تكون مستعدًا، اقلب الصفحة. فهناك، سأشرح لك لِمَ أرى أن الجواب عن ذلك السؤال، هو أروع وأكثر إدهاشًا مما قد تأمل أي روايةٍ أو أي فيلمٍ أن يصوره.