تقويض الديمقراطية في زمن الذكاء الاصطناعي
تأليف
مارك كويكلبورخ
(تأليف)
عبد الرحيم فاطمي
(ترجمة)
عبد النور خراقي
(ترجمة)
يشهد العالم اليوم تطورات متسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي وأخلاقياته وسياساته، تضع المتخصصين أمام تساؤلات مصيرية. وبينما أضع اللمسات الأخيرة على هذه المخطوطة، كانت نماذج اللغة الكبيرة لتوليد النصوص قد بدأت بالانتشار منذ نوفمبر 2022، لتُطلق معها موجة من الادعاءات الجامحة حول مستقبل الذكاء الاصطناعي، وتأثيره المحتمل – بل الكارثي – على البشرية، وهي ادعاءات تصدر غالبًا عن رؤساء شركات التكنولوجيا الكبرى ومن يلهث خلفهم من "خبراء".
في يونيو 2023، صادق البرلمان الأوروبي على ما يُعد أول قانون شامل لتنظيم الذكاء الاصطناعي في العالم، في خطوة تُظهر حجم القلق العالمي، ولكنها تثير أيضًا تساؤلات جوهرية:
ما الذي يحدث؟ هل يشكل الذكاء الاصطناعي بالفعل تهديدًا وشيكًا؟ وما جدوى هذه التشريعات؟
في هذا السياق المحتدم، يتزايد الطلب على المتخصصين في أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، وقد بات الموضوع حاضرًا في كل حوار عمومي تقريبًا، بل وتحوّل إلى ساحة من ساحات الصراع الجيوسياسي. في المقابل، ينجح رؤساء الشركات التكنولوجية، أمثال سام ألتمان، في السيطرة على المشهد الإعلامي والسياسي، متصدرين النقاشات، ضاغطين علنًا، بل ومُستَقبَلين من أعلى المستويات، من البيت الأبيض إلى قادة الدول الأوروبية.