وجوه ترانا : البورتريه في التصوير الحديث والمعاصر
تأليف
ابراهيم الحيسن
(تأليف)
يواصل الحيسن اشتغاله الجاد في حقل الفنون التشكيلية، مستندًا إلى موقعه المزدوج كفنان ممارس وباحث ناقد، وهو موقع نادر لا يتوفّر لكل المبدعين. فالجمع بين الممارسة الفنية والكتابة النقدية يمنحه أفقًا رحبًا للتعبير عن ذائقته الخاصة، ورؤية تحليلية متعمقة لتحولات الفن المعاصر.
ما يميز الحيسن أنه لا يكتب عن الفن من موقع خارجي، بل من قلب التجربة، من داخل محترفه الفني، مما يضفي على تحليلاته بعدًا شخصيًا ومهنيًا في آنٍ واحد. وإلى جانب كونه فنانًا تشكيليًا، يُعد من النقاد المغاربة القلائل الذين التزموا مبكرًا بالانخراط في الشأن الفني، وحرصوا على تأليف كتب نقدية توثق التحولات الجمالية التي شهدها المشهد التشكيلي المغربي، بما في ذلك التشكيل، الفوتوغرافيا، والفنون الشعبية.
وقد تحقق هذا الاشتغال في زمنٍ لم يكن من السهل فيه الاهتمام نظريًا بهذه المجالات، وسط عزوف واضح من بعض الأوساط المثقفة، وحتى من المؤسسات الجامعية التي يُفترض أن تكون مختبرًا لإنتاج الفكر، وتحفيز الأسئلة التي تتعلّق بالهوية الثقافية والجمالية.
كتابٌ يُجسّد مشروعًا نقديًا وفنيًا في آنٍ، ويعكس إيمان الحيسن العميق بأن الفن، كتابةً وممارسةً، هو أحد الأشكال الراقية للفكر والتغيير.