صورة أمريكا وروسيا في الخطاب الصحفي المصري
تأليف
إيمان عصام مصطفي
(تأليف)
لسنواتٍ، هيمنت الولايات المتحدة على النظام الدولي كقوة عظمى وحيدة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991. لكن مع وصول فلاديمير بوتين إلى الحكم في روسيا عام 2000، بدأت ملامح توازن جديد في القوة العالمية تظهر، فيما وصفه كثيرون بـ"عودة الدب الروسي" إلى الساحة الدولية.
استعادت روسيا عافيتها الاقتصادية بفضل العائدات الضخمة من النفط والغاز، وبدأت تسعى إلى استرجاع مكانتها كقوة عالمية، مدعومةً بتحديثات متسارعة في قدراتها العسكرية. هذا التوسع لم يقتصر على الجبهة الأوروبية، بل امتد بقوة إلى منطقة الشرق الأوسط، من خلال تحالفات استراتيجية مع إيران وتركيا، وعلاقات مع إسرائيل، فضلًا عن شراكات اقتصادية وصفقات تسليح مع دول عربية، وسعي واضح لبناء علاقات مؤثرة مع دول الخليج.
هذه التحركات الروسية تتقاطع مباشرة مع مصالح الولايات المتحدة في المنطقة، حيث النفوذ التقليدي لواشنطن عبر تحالفها الاستراتيجي مع إسرائيل وشبكة من العلاقات الاقتصادية والعسكرية مع الدول العربية. المشهد اليوم يشير إلى صراع نفوذ متجدد، تعود فيه روسيا لاعبًا فاعلًا على رقعة السياسة الدولية، في مواجهة غير مباشرة مع الولايات المتحدة على أرض الشرق الأوسط.