بين بوابات القدس
تأليف
صبحي فحماوي
(تأليف)
«الحمد لله.. المعطي ليس بخيلاً. وأخيراً وليس آخراً.. بعد سبع سنوات انتظار، وَلَدت لنا سهيلة مولودين؛ ذكراً وأنثى.. أنا أعرفها حق المعرفة، هي تُفَضِّلُ الطفلة، وأما أنا فلا أُميز بين الذكر والأنثى.. هكذا تكون العائلة قد اكتملت. سأسميه جبران على اسم أبي.. فأنا ابن جبران، وأنا أبو جبران».
***
لا أعتقد أن هذه الطائرة التي تحوم فوق رأسي ستضع عقلها بعقلي، فتقصفني شخصياً بتُهْمَةِ أن بِيَدي ورقتيّ ولادة توأمين، إذ أنهم يدَّعون أنهم يقرأون رقم (الفانيلا) على رقبة السائر على الأرض… لا أعتقد ذلك، إنهم لا يضعون رؤوسهم إلا في رؤوس أبراج العمارات العالية ليفجروها بسُكانها.
***
«ماذا أفعل يا ربي؟ ليس لي أهل ولا بيت ولا عمل، ولا مصدر رزق أعتاش منه.. هم لا يعلمون أن البيت الوحيد الذي سيؤوينا نحن المنكوبين بعد كل هذا الدمار والخراب الذي وصلنا إليه هو أنفاق المقاومة.. ليس لي إلا أن ألتحقَ بهم، لعلِّي أنتقم ممن قتلوا أطفالي وزوجتي وهدموا بيتي، وأشارك في استئصال هذه الجذور السرطانية الخبيثة، إذ لا حياة بلا أمل».