تكلم يا كمان الغيب
تأليف
صالح رحيم
(تأليف)
والخيط الناظم الذي لا نراه لعله هو.من يدري، ربما يكون خيطاً من طرازٍ خاص، خيطاً لا أول له ولا آخر. خيطاً محايثاً ومتعالياً في الآن نفسه، يمتد في الكون على النحو الذي يصعب إدراكه.
هذه الدائرة العجيبة التي تنوس عبرَ يدٍ تخطف الأبصار وتريق اللعاب بقدر كرامةِ الحجرِ التي تَحمِل.
كُلُّ حجرٍ كريم، لكنَّ الإنسانَ لا يَشهد.
***
عندما مَدَّ الإنسانُ يدَه لِيعرِف، تفاجأ بما كان لم يكن، فجَمَّعَ طيناً، وكَوَّرَ مِن عنده ما نراهُ الخرزةَ الواحدة، ظَلَّ يُكَوِّرُ الدهرَ كُلَّه، وَلم يتفكر آيةَ التكويرِ ساعةً أو أقل.
تراكَمَ على عينيه طينٌ، وعلى قلبه طينٌ، طينٌ من تحته ومن فوقه طينٌ، ولكن بلا جدوى.
يَظلُّ الإنسانُ ذاهلاً حتى يتفكَّر آيةَ التكوير.