ينابيع المعرفة
تأليف
رشيدة القدميري
(تأليف)
رَدَّتْ نَجِيبَةُ بِكُلِّ ثِقَةٍ:
بِالْقِرَاءةِ يَا أَيْمَنُ،. فَأَنَا لَمْ أَتَوَقَّفْ يَوْمًا عَنْ قِرَاءَةِ الْكُتُبِ بِكُلِّ أَنْوَاعِهَا. بَعْضُهَا أَشْتَرِيهِ، وَبَعْضُهَا أَقْتَرِضُهُ مِنْ أَصْدِقَائِي، وَالْبَعْضُ الْآخَرُ أَسْتَعِيرُهُ مِنْ أَسَاتِذَتِي، أَوْ مِنْ مَكْتَبَةِ الْمَدْرَسَةِ. قَرَأْتُ الْكَثِيرَ مِنَ الْكُتُبِ، وَشَهِيَّتِي لِلْقِرَاءَةِ كَانَتْ تَكْبُرُ يَوْمًا بَعْدَ يَوْمٍ، حَتَّى أَصْبَحَتِ الْقِرَاءَةُ عَادَةً يَوْمِيَّةً لَدَيَّ، كَالْأَكْلِ وَالشُّرْبِ، بَلْ كَالتَّنَفُّسِ؛. هِي عَالَمِي الَّذِي أَجِدُ فِيهِ كُلَّ سَعَادَتِي...
فَكانَتْ تَقُولُ لَنَا بِالْحَرْفِ: «اَلْمَوْهِبَةُ كَالْبَذْرَةِ، إِذَا لَمْ نَتَعَهَّدْهَا بِالسَّقْيِ وَالرِّعَايَةِ تَمُوتُ فِي الْمَهْدِ، وَالْقِرَاءَةُ بِاسْتِمْرَارٍ تَرْوِي جُذُورَ الْمَوْهِبَةِ، وَتَجْعَلُهَا تَنْمُو وَتَكْبُرُ».