ديوان علي الجارم (الجزء الثاني)
تأليف
علي الجارم
(تأليف)
لا يُقاس الشعر بكثرته ولا يُوزن بمقداره، إنما هو فنّ رفيع من أدقّ الفنون حسًّا وأصعبها منالًا، فلا كل ما استقام وزنه يُسمّى شعرًا، ولا كل ما اكتسى قافية عُدّ فنًّا.
وفي مقدمة ديوانه، يقول الشاعر الكبير علي الجارم:
«هذا هو الجزء الثاني من شعري، أقدّمه لكل أديب، وأبسط صفحاته أمام كل شاعر، وأرسل أنغامه في سماء مصر وأرجاء العروبة. إنه شعرٌ صيغت أوزانه من نبضات قلبي، وبُحوره من قطرات دمعي، هتفتُ به فكان صدى لروحي وخفقةً لنفسي. أهديته إلى مصر وأبنائها، وغنيت فيه للشرق وأبطاله، وحفزتُ شباب العرب إلى الاعتزاز بقومهم، والتغنّي بشرفهم العريق ومجدهم التالد.»
لقد كان شعره نصيرًا للفصحى فناصرته، وحارسًا لجمالها فصانته. قدّم للناشئة نموذجًا يجمع بين أصالة القديم وحداثة الجديد، وبرهن أن العربية قادرة على أن تعبّر عن كل المعاني، دون أن يمسّها ما يشوبها من آفات العجمة.