عندما تموت الذاكرة - أحلام العابرين للأبدية
تأليف
د.محمد راشد مخلوف النقبي
(تأليف)
وقتما شرعتُ في كتابة هذه الرواية، لم أبحث عن قصة تُحكى بقدر ما كنت أفتش عن صوتٍ ضاع في زحام الذاكرة، عن ظلٍ مرّ بجوارنا دون أن نلحظه، عن وجوهٍ عاشت على الهامش لأن الضوء كان محجوزًا لأسماءٍ صُنِع لها البقاء.
لم تكن عندما تموت الذاكرة… أحلام العابرين للأبدية مجرد سردٍ لأحداثٍ متخيلة، بل محاولة لعبور جسر هش من الصمت، لطرح أسئلةٍ تجرّأ الجميع على إخفائها، ثم اعتادوا غيابها حتى صار الغياب جزءًا منهم.
إنها رواية عن الحقيقة حين تُدفن في قلب الخوف، وعن أحلامٍ تتحول إلى لعنة نحملها منذ الميلاد، ونمضي بها إلى المنتهى دون أن نملك ترف الاختيار.
وإن كان في هذا العمل شيء من الحزن، ففي الحزن تكمن القدرة على إعادة تشكيل المعنى، ومنه ينهض السؤال الأول: من نكون إن لم نحفظ للذاكرة حقها في البقاء؟