الخواجه طوبيا وزينب
تأليف
محمد عواد
(تأليف)
عرف أبي بالأمر، فضحها "وحمُها"، لم ينطق، ولم يفعل شيئًا أبدًا، أطبقً على عنقِها، فاضت روحها، لم تنبث أمي بكلمة واحدة، تصرخُ دون أن يخرج صوتها من بين فكيها، وقَفْتُ واجمًا، لا أستطيع أن أرفعَ الضُّرَّ عنها، أعرف جُرمها، وأعرف غباءَه، وأعرف هذه النار التي تصطلي بها أمي، وأعرف عقابه لي، لو تجرأت بكلمة واحدة، فلربما ينالني مثل ما نال عمرها الَّذي لم يُولَدْ بعدُ !!
التقط صنارة صيده، هوايته التي كان يُطعمنا منها قديد أسماكه، أمرني أن أحمل جوالها، احتَضَنْتهَا امي قبلَ أن أرفعها، بَلَلتْ دمعاتها كلَّ أرجاء جوالها، تُقَبلُ كُلَّ نسيجه وتشتهي من بداخله، متكومة بداخله، لا أعرف أين رأسها من قدميها، كانت أمي تعرف أين جميعهم بداخله، وتعرف أين سيذهب بها، لن يقبرها في شواهدهم، ولن يُصلي عليها "أبونا"، هي تعرف يقينًا أن النهر سوف يكون مثواها ومستودعها !!
رَفْعْتُها، تتشبث بها، تتمزق من أجلها، سوف يُجن جنونُها، أخشى البكاء عليها، تتحجرُ دمعاتي خوفًا من بطشِه، يتهمني دومًا أنني "مُخنث"، يراني دومًا لم ولن أكون رجلًا أبدًا، ينعتني دوما بأنني ربيبُ أمي وجَدِّي، هؤلاء الحمقَى الذين يقرأون ويكتبون !!!