حكاية صرماية : العرب وثقافة الحذاء
تأليف
عبد العزيز حسين الصويغ
(تأليف)
منذ أن استخدمه الصحفي العراقي منتظر الزيدي كوسيلة للاحتجاج بإلقائه حذاءه على الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش خلال زيارته لبغداد في 14 ديسمبر 2008، تحوّل الحذاء من مجرد أداة يومية إلى رمز احتجاج سياسي في العالم العربي، إلى جانب أدوات أخرى مثل البيض والطماطم.
في سياقنا العربي، ارتبط الحذاء رمزيًا بمحطات فارقة؛ فقد مثّل نهايةً لبعض الشخصيات السياسية، كما في قصة شجرة الدر، وارتبط ببدايات أنظمة حكم مختلفة. إذ أصبح، بشكل ما، مرآةً لوجه من وجوه الاستبداد الذي اعتادت عليه شعوبنا، سواء في ظل حكم عسكري أو مدني، حتى بات التخلي عن رمزيته أمرًا صعبًا، كما يصعب على العسكري التخلي عن سلاحه.
تنوّعت استخدامات الحذاء في المشهد السياسي بحسب اختلاف الأيديولوجيات والأفكار، إلا أن القاسم المشترك بينها جميعًا كان واضحًا: الحذاء حاضر دائمًا كأداة للرفض، وكناية عن الازدراء السياسي.