فوق رأسي مكتبة
تأليف
فهد سالم
(تأليف)
هذا الكتاب ليس مجرد مراجعات سريعة أو انطباعات شخصية، بل هو شهادة حية على تحدي الذات وتجاوز حدود الجسد بالمخيلة والمعرفة. يقول فهد: «كان الأمر كما لو أن عقلي اكتسب أجنحة، متحديًا الحواجز التي يفرضها جسدي. لقد أصبحت القراءة أكثر من مجرد هواية؛ بل وسيلة لتوسيع حدودي. ومن خلالها أدركت أن أعظم الرحلات لا نمشيها بأقدامنا، بل بقلوبنا الشغوفة بالمعرفة وعقولنا المتيقظة للفكرة.»
لقد قال جسد فهد له «لا»، لكنه رفض الاستسلام. نعم لم تطأ قدماه أرض مدرسة، لكنه بنى فصولاً في خياله الخصب، كوّن صداقات من شتى بقاع الأرض وتتلمذ على يد الكلمات. وكما يذكر في مقدمته، فقد كتب فهد مقالات هذا الكتاب: «من خلال هاتفي الصغير باستخدام إصبع الإبهام في يدي اليمنى التي ما زالت تنبض بالحياة في جسد منهك حتى من كتابة هذه السطور. كل نقرة على الشاشة بمثابة معركة صغيرة، ولكنها كانت أيضًا بمثابة انتصار، ودليل على أن الروح يمكنها التغلب على الحدود التي يفرضها جسد عاجز.»
فهد، وهو المُقعَد على كرسي متحرك طوال حياته، يثبتُ بهذا الكتاب أنّ القراءة تتعدى المتعة المجردة، بل هي في الأصل فعل مقاومة وتحدّي، وأنّ المعرفة تستطيع أن تفتح آفاقًا لا نهاية لها، منفصلةً عن الحدود المادية للجسد والمكان، لمن تملك روحه الشغف والإرادة.