خور الجمال
تأليف
أحمد أبو خنيجر
(تأليف)
كمن سرقت روحه، شاهد نفسه وحيدا، الناقة والقاعود والخور، لا شيء حوله، سوى دموعه، وإدراكه الحاد بفداحة العقاب الذي أنزله والده بمنتهى القسوة والصرامة، مسح دموعه، محاولا استطلاع ما حوله، لعل واحدا من أهل البلدة، أو عيل من العيال ما يزال هنا ولم يغادر، لكن لا أحد، سوى وحدته الضارية في أرض عقابه، وما كان قادرا على الانتباه للعينين اللتين ترقبه من بعيد، وسط الحجارة المشرفة على الخور، عيون لصبية تماثله في العمر تقريبا، عيون بنت الراعي؛ لكن كيف يرى، وفاجعته أكبر من أن يحتمل.