هدنة
نبذة عن الرواية
ديلارا الحبيبة شمس حياتي ونور أماني، إن استلمت هذا الخطاب فربما تكون هذه النهاية. أعلم أنك لا تعرفين عني سوى أني ذلك الغريب المتطفل على مخبزك مساء كل ثلاثاء وخميس. أنا الآن أبتلع غصة حلقي وأنا أكتب لك، لكني أود إخبارك بأني أعرفك جيدا منذ كنت في الخامسة والعشرين.. لا تتعجبي من كلماتي، فأنا نقيب الحي منذ ثلاثة أعوام. المرة الأولى التي رأيتك بها تعجبت من جرأتكِ، كنا في السابعة صباحًا وكنت بصحبة أختك الصغيرة لإيصالها للمدرسة، كنتُ أترقبك بفضول حتى وجدت أحد الجنود الخثة يتتبعكن.. لحقت به وقتها لأوقفه، لكن فضولي نحوك لم يهدأ، بل استمريت بملاحقتك دون أن تلحظيني، تحول فضولي بعدها لإعجاب بشخصك وقوتك لينقلب السحر على الساحر فأقع بحبك، لكن المحب يجب أن يكون حر عزيزتي.. فما استطعت الاعتراف لك مباشرة وبلادنا محتلة ولأن أفضل وسيلة دفاع هي الهجوم ففي فجر الغد ستحرر سيناء على يد أبنائها المخلصين في أيام مباركة وسيعيننا الله على ذلك. ربما لا أستطيع العودة، ولكني تركتك في عهدة أهلي وعهدة بلد ستدرس معنى الحرية للجميع بعد ذلك.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2024
- 128 صفحة
- [ردمك 13] 9789778695113
- نيسان للنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتابمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Jessy M Sameh
"هدنة"
تدري ذلك الشعور عند الانتهاء من رواية كادت أن تجعلك تبكي في المواصلات العامة ولكنك ابتلعت غصة تكوّنت في حلقك لكي لا يعتقدون أنك جننت كي تبكي على رواية؟؟، هذا كان نفسه شعوري عند انتهائي من رواية هدنة للكاتبة سارة عبدالحميد والتي صدرت عن دار نيسان للنشر والتوزيع في 136 صفحة.
أول رواية تنتهي معي بسرعة في هذا الشهر، بدايته مِسك، كنت على مشارف البكاء في فترة توجهي إلى العمل بالمواصلات ولكن تمسكت أكثر، عند الوقوع في رواية تجعلني أصل لمثل هذه المشاعر التي مررت بها؛ أعلم أن الكاتبة أجادت الكتابة والتأثير فيّ كقارئ، رواية كُثفت بالكثير من المشاعر رغم صغر عدد صفحاتها، وهنا يمكنك قول -شابوووو للكاتبة-، منذ أن قرأت النبذة وأنا على علم أني بصدد موهبة، وفكرة رواية بديعة.
تحدثت عن مشاعري عند بداية الرواية وعند نهايتها، دعوني أحدثكم عن الرواية كفكرة وأحداث وأسلوب وما إلى ذلك..
عنوان الرواية وغلافها، الاثنان تميزوا ببساطتهم وقوة عمقهم في نفس الوقت، ببساطتهم في كون أن القارئ يقدر أن يكتشف كينونة الأحداث مائلة إلى أي جهة، وعمقها في تفاصيل الغلاف والتأمل في شخصية ظهرت لنا في الرواية وهي توجد الآن على غلافها.
أما عن أسلوب الكاتبة، أردته لا يكون ثقيلًا في رواية تحمل بالفعل ثقل الحـ..ـروب والفقدان، وما أدراك من الفقدان الذي في الرواية، ستنتحب مع أبطالها عند فقدانهم لأحبابهم، جاء أسلوب الكاتب موازن لمشاعر الرواية فكان سلس بسيط، متناغم بشكل جميل مع الرواية.
اللغة في السرد والحوار، جاءوا الاثنان بالفصحى، لتتماشى مع الأحداث.. وكان اختيار جيد، فالفصحى هي أفضل ما يعبر بها الكاتب عن أحداث ومشاعر العمل، لغة الرواية كانت ليست معقدة، كانت سلسة وبسيطة، ينقص السرد بعض من التوسع، لقد كان يمسك بزمام الأحداث ولكن يأتي الحوار في أحيانٍ كثيرة أخرى.. كان السرد لو يزداد.. سيزيد من رونق وجمال العمل أكثر.
أما عن فكرة الرواية، هي ليست بالجديدة، ولكن لكل كاتب بصمته في ما يكتب، حتى لو كتب آلاف عن الحـ..ـرب وتأثيره في البشر، لكن كل كاتب قادر أن يبدع في قصته ويبتكر فيها ما يناسبه، وهذا ما رأيته في الرواية التي نسجتها الكاتبة.
شخصيات العمل مميزة، ولكل شخصية تحكي الكاتبة وتسلط الضوء على قضية أو شيء في المجتمع فنأتي ل "صبا" الرجل الوحيد في حياتها كان هو خيرها الخاطئ والنقطة السوداء في ورقة حياتها البيضاء المشعة، ولكن الأسود حينما حلّ.. يأخذ وضعه، فكانت هذه النقطة السوداء في حياتها هو طلاقها من زوجها الذي خُدع من أهله بسهولة عند خداعهم له وتدنيس صورة زوجته أمامه بشتى الطرق، لم يكن واثق بها، عند أول مشكلة واجهته مع زوجته طلقها! وهنا -في رأيي- تسلط الكاتبة الضوء على الزوج الذي يقال له "ابن أمه" أو هذا الذي لا يستمع إلا لوشوشة أخته السيئة عن زوجته ولا يبرر إو يدافع عنها!
ومن ثم تأتي بنا لحياة "صبا" بعد طلاقها، ومعاملة والدتها لها، تعاملها كأنها ترملت! لا تسمح لها بلبس ما يحلو لها أو ما تريد حتى، تلزمها بالعباءة السوداء وغطاء الرأس، فكيف للمطلقة أن تفرح أو تلبس أو تخرج؟
صوّرت مضادة المجتمع للمطلقة من أهلها!
والشخصية الثانية "أنوار" التي يعتبر من محاور الرواية الرئيسية، ولكن جذبتني أكثر "صبا" رغم أن دورها يبدو ثانوي.
"أنوار" كان يمثل -كما رأيته أنا- الحنان أو الدفء الذي يبعث به الله لنا عن طريق أشخاص في حياتنا، كان الأفضل في زملائه حتى تعين لرتبة في الجيش، وكان المساند الوحيد لأخته "صبا" التي كان في نظرها من يحاربونها هم أهلها وليس المجتمع نفسه!
كانت شخصيته التي ضيفت للرواية كإضافة النكهة المميزة للطعام.
وباقي الشخصيات رأيتها تُكمل أحداث الرواية بشكل مباشر أو غير مباشر، لكن ركزت على "صبا" و "أنوار" لأني رأيتهم إضافة قوية للعمل.
في النهاية، هذه الرواية أرشحها للجميع، تستحق القراءة، وقلم كاتبة مستبشرة لها الخير إن شاء الله.
#هدنة
#سارة_عبد_الحميد