أبو زيد الهلالي : سلسلة القصص الشعبي
تأليف
مجموعة من المؤلفين
(تأليف)
"كان أبو زيد في قصته بارزًا في الشجاعة والجرأة، واقتحام كل عقبة، والتأني على الهون والمذلة، فلا تلين له قناة، ولا يخور له عزم، ولا يميل له عود، وهو شديد في حبه، وشديد في بغضه.. يركب الأهوال من أجلهما، ولا يفرط قيد شعرة في جنبهما، فمن أحبه تفانى في إرضائه وإسعاده، ومن أبغضه تفانى في إزعاجه وإشقائه، ومن نال عطفه غمره بمعونته، وكان معه جراب الحيلة الذي استطاع به أن يخفي شخصيته، ويتنكر في أي جنس، ويدخل إلى أية طائفة، ويظهر في أي شكل لأي إنسان يريد أن يكونه، فهو الطبيب الماهر الذي يداوي الجروح والأمراض التي استعصت على أمهر الأطباء، وهو المحتال البارع الذي يلبس شخصية أي إنسان، ويتكلم بكل لسان في منطق فصيح، وبيان مرسل طلق مبين، وبذلك كله ظهر في قصته جامعًا لشخصيات عدة من شخصيات البطولة والاحتيال والقدرة في القصص الأخرى.
وهي أشبه القصص بالإلياذة والأوديسا، وأبو زيد خير مثل للبطولة وهو فيها مثل أخيل في الإلياذة ويولسيس في الأوديسا، ومثل غيرهما من كل بطل ترتقب النفوس ظهوره في الأوقات التي تكون البلاد والجماعات في حاجة إليه وإلى أمثاله ليظهر على أيديهم ما تجيش به صدورهم، وترنو أنظارهم من ضروب الإصلاح وألوان الخير."