حين تكون لا أحد
تأليف
النور عادل
(تأليف)
تخيَّل أن تستيقظ ذات يوم لتجد نفسك، بكل هدوء وبساطة، خارج النظام والتقنية تمامًا. بطاقة الصرّاف لا تعمل، خط اتصالك معطَّل، اشتراكك في الإنترنت غير موجود، حسابك البنكي اختفى، وبالتالي لا راتب لك لأنك، ببساطة، غير مُدرَج في نظام العمل والشركة. حتى بصمة دخولك إلى مقرّ عملك لا تعمل، وكأنك مجرد متطفِّل. اشتراكك في "نتفليكس" غير موجود، بريدك الإلكتروني تلاشى، وليس ذلك فحسب، بل لم تعد هناك أي كاميرا قادرة على تصويرك.
تخيَّل أن تصبح حديث الناس، "ترند"، بينما أنت غير مرئي! كل من يحاول التقاط صورة معك يجد أن صورتك لا تظهر بجانبه!
كيف تكون ذاتك بلا أي اتصال بأي نظام، حتى لو كان نظام الصرف الصحي، الذي قُطع عنك لأنك غير موجود أصلًا في أي سجلات رسمية أو غير رسمية؟ كأنك لم تكن يومًا، ولم تُولد قط.
ما حجم الرعب الذي قد تشعر به؟