المحاكمة
نبذة عن الرواية
لا بدّ أن أحداً قد افترى كذباً على جوزيف ك.، إذ اعتقل ذات صباح دون أن يكون هناك أي سبب لاعتقاله. وكانت السيدة جروباخ صاحبة النزل قد اعتادت أن تجهز له طعام الإفطار كل يوم في نحو الساعة الثامنة صباحاً، إلا أنها لم تحضر في هذه المرة، وهذا ما لم يكن قد حدث من قبل. وانتظر ك. فترة وجيزة، وعندما كان رأسه ما زال على الوسادة، رأى المرأةَ العجوز التي كانت تقيم قبالته، وقد راحت تراقبه بفضول غير مألوف لديها، وأخيراً وبينما هو على هذا الحال بين الارتباك والجوع، قرع الجرس. وعلى الفور طُرق الباب ودخل رجل لم يكن قد رآه في هذا المسكن قط. وكان نحيلاً لكنه قوي البنية، يرتدي ثوباً محبوك التفصيل أسود اللون، يبدو من طياته كأنه مثل بزات السفر، تظهر عليه ثنيات مختلفة، وجيوباً ومشابك شعر وأزراراً وحزاماً، حتى بدا رداءه عملياً، دون أن يتضح للمرء لماذا يصلح. جلس ك. نصف معتدل في فراشه، وسأله على الفور: - من أنت؟التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2017
- 362 صفحة
- [ردمك 13] 9786589099963
- الأهلية للنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتابمراجعات
المؤلف
فرانز كافكا 1883
فرانز كافكا (3 يوليو 1883 - 3 يونيو 1924) كاتب تشيكي يهودي كتب بالألمانية، رائد الكتابة الكابوسية. يعد أحد أفضل أدباء الألمانية في فن الرواية والقصة القصيرة.
تعلم كافكا الكيمياء والحقوق والأدب في الجامعة الألمانية في براغ (1901). ولد لعائلة يهودية متحررة، وخلال حياته تقرب من اليهودية. تعلم العبرية لدى معلمة خصوصية. عمل موظفا في شركة تأمين حوادث العمل. أمضى وقت فراغه في الكتابة الأدبية التي رأى فيها هدف وجوهر حياته. القليل من كتاباته نشرت خلال حياته، معظمها - يشمل رواياته العظمى (الحكم) و(الغائب) التي لم ينهها- نشرت بعد موته، على يد صديقه المقرب ماكس برود، الذي لم يستجب لطلب كافكا بإبادة كل كتاباته.
حياته كانت مليئة بالحزن والمعاناة، بما في ذلك علاقته بوالده. فكافكا كان مثقفا حساسا وقع تحت حكم والد مستبد وقوي، عنه، هكذا قال، كُتِبت كل إنتاجاته. فكتب رسالته الطويلة تحت عنوان (رسالة لأب). الأمر يبرز بصورة خاصة في كتابه (الحكم) حيث يقبل الشاب حكم الموت الذي أصدره عليه والده ويغرق. كان كافكا نباتيا واشمأز من أكل اللحوم، وهنالك من يربطون هذا بمهنة جده الذي كان جزارا. عرف كافكا على أنه شخص يصعب عليه إتمام الامور، وهو الأمر الذي ميز كتابته حيث كان يجد صعوبة في إنهاء إنتاجاته.
جدير بالذكر كذلك أن كتابات كافكا قد تعرضت فيما بعد للحرق على يد هتلر، وتعرضت مؤلفات كافكا لموقفين متناقضين من الدول الشيوعية في القرن الماضي، بدأت بالمنع والمصادرة وانتهت بالترحيب والدعم.
توفي كافكا في الثالث من يونيو عام 1924 في المصحة وعمره أربعون عاماً وأحد عشر شهراً. كتب صديقه وطبيبه، الذي كان يرعاه في أيامه الأخيرة: "وجهه جامد صارم، مترفع، مثلما كان ذهنه نقياً وصارماً. وجه ملك من نسب أكثر الأنساب نبلاً وعراقة"