تائه في دنيا الله
تأليف
كاظم ناصر
(تأليف)
أتخيل بأن يوم مولدي في الشهر الثامن من عام 1946 كان يوما صيفيا عاديا، ولأنني كنت الطفل الأول شعر والدي بالفخر والاعتزاز، ووزع بعض أنواع الحلوى المتوفرة في محل البقالة البسيط الذي كان يملكه احتفالا بقدوم حامل اسمه، ووريثه الذي سيساعده في المستقبل بالعمل في البقالة، وحراثة وزراعة الأرض، وحصاد القمح، وقطف الزيتون، ويكون سندا له في شيخوخته.
كنت بصحة جيدة وكانت السنوات الأولى من طفولتي سعيدة جميلة استمتعت بكل يوم منها؛ دخلت المدرسة وكنت متفوقا، وبعد أن بلغت العاشرة من عمري تعرضت لغيبوبة غير متوقعة استمرت يومين، وبعد ذلك فتحت عينيّ في المستشفى الوطني بنابلس على دنيا أخرى مختلفة عن دنياي الجميلة انتزعت الكرة من يدي، وأصابتني بمرض عضال في رجلي، وأبلغتني بطريقة كانت عصية علي كطفل أن أدرك تداعياتها مفادها: لقد انتهت طفولتك السعيدة، وحقك في اللهو واللعب كبقية أقرانك، وبدأت معاناتك الجسدية التي ستلازمك مدى حياتك.