❞ أصعب انتقام هو أن تنتقم من نفسك، تعيش بلا حياة، تصرخ بلا صوت، تبكي بلا دموع.
فتصمت! ❝
في حضرة القمر
نبذة عن الرواية
ياسمين فريد ركبت إحدى العربات المأجورة في نهاية اليومالدراسي مع أربعٍ من صديقاتي، سارت العربة في المنتصف بين طريقين زراعيين على جسرٍأملس كثوب حريري لامع مكتظ بالعربات الأخريات، تبادلت صديقاتي ضحكات مديدة تكاد تسمعهاآذان راكبي العربات المجاورة، بينما سافرت بخيالي نحو بيتٍ صغير، كالذي رأيته من نافذة فصلي،مسقوف ببقايا أمل يجمعني مع من أُحب، تحيط به أشجار التوت وزهور الياسمين اللاتي ينبتن في قلبي.ثمة طفل يتأرجح على خطوط الشمس الذهبية المرشوشة على عتبات المكان، أرى فيعينيه ملامح والده الطيبة الذي أحلم أن يخطفني على جواده الأبيض من حياة قاتمة إلى حياة مشرقة.ثمة طفلة رقيقة تحمل ملامحي، تختال بين الصغيرات بضفائرها الذهبية المحكمة بقطعة منالقماش لمنعها من الفرار إلى أعين الحاسدين، تُشاركني في قلب حبيبي، تطبع على جبيني قبلة قبل النوم كل مساء.يقتل الصمت ضحكات صديقاتي المتورمة بالذعر، أدركت حينها أنني أصبحت على مشارفشارعنا الضيق المكتظ بتلك البيوت المشيدة بالطوب اللبِن ذات الطابق الواحد أو الطابقين،أتنشق رائحة الدواجن التي تلتقط رزقها من الأرضِ والتي لا أطيقها بل مُرغمة عليها،أمضي في خُطايَ مُسرعة لمواجهة واقعي المنتظر على بُعد بيت واحدالتصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2024
- 146 صفحة
- [ردمك 13] 9789774884313
- دار اكتب للنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من رواية في حضرة القمر
مشاركة من Afrah Mousa
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Youmna Mohie El Din
مراجعة رواية: في حضرة القمر – تأليف ياسمين فريد
بكل صدق، التبست عليّ الأمور في البدء بشأن اسم الكاتبة؛ إذ بدا لي الاسم مألوفًا، ولا أعلم على وجه اليقين إن كانت هذه الرواية أولى قراءاتي لياسمين فريد، أم أنّ لي سابقة معها. ومع ذلك، لم يكن لهذا التردد أثر يُذكر؛ فقد اخترت الرواية بدافع من غلافها اللافت، الذي شدّني بقوة، وامتاز عن سائر أغلفة الروايات الأخرى. وأذكر – أو أظنني أذكر – أن للكاتبة أعمالًا سابقة نُشرت عن دار تشكيل للنشر والتوزيع.
الرواية في سطور:
تحكي الرواية حكاية فتاة تُدعى فرحة، تنشأ في بيئة فقيرة ومغلقة، يحاصرها الألم من جهاتها الأربع. والدها طريح الفراش، عاجز عن الحركة، أما زوجة أبيها فتجسّد صورة المرأة القاسية، سليطة اللسان، التي لم تبخل يومًا في إيلام فرحة نفسيًا وجسديًا. وتبلغ المأساة ذروتها حين يُرفض زواج فرحة من ابن عمّها مصطفى، الذي أحبّته منذ الطفولة، وكان ملاذها العاطفي الوحيد. وها هو، حين اشتدت عليها المحن بعد وفاة والدها، يخذلها ويبتعد، تاركًا قلبها يتكسر في العتمة.
تتنقّل الرواية بين قسوة الطفولة وصراعات الحاضر، إذ تهرب فرحة من واقعها المؤلم إلى عالمها الداخلي الحالم، حيث تأنس بالطيور والحيوانات، ويغدو القمر رفيق دربها الأبدي، صديقها الصامت، ومصباح أملها الذي لا يخبو. ومن خلال هذه العوالم الشفيفة، تبدأ رحلتها لاكتشاف الذات، والحلم بالحب والحنان، والسعي للهروب من قسوة زوجة أبيها، ومن واقعٍ لم يُهدِها إلا العذاب.
ذكّرتني القصة كثيرًا بحكاية سندريلا؛ ففرحة، كالأميرة المسلوبة، أُجبرت على ارتداء فستان الزفاف على يد زوجة والدٍ لا تحبّها، ولرجلٍ لا تريده، هو ابن تلك الزوجة القاسية. وفي ليلة الزفاف، تهرب – كما تهرب الأحلام من أسر الواقع – لتجد نفسها في حضرة القمر، الذي يحتضن قلبها المرتجف، ويرشدها نحو طريقٍ لا تعرفه، ولكنه أقرب إلى الخلاص. وفي محطة مصر، على متن القطار، تلتقي بالبطل "علي"، الذي يقع في حبها من النظرة الأولى، من جمالها الصامت، من الحزن العميق الذي يسكن عينيها.
لكن، كما هي عادة الحياة، لا تُهدى القلوب الطيبة نهايات سعيدة بهذه السهولة. تتراكم الضغوط، وتتداخل المشاعر، وتتضارب الرغبات بين الحب والواجب، بين الماضي والحاضر، حتى نجد ثلاثتهم – مصطفى، وعلي، وخالد – أسرى شبكة معقّدة من المشاعر. تتشابك فيها خطوط القدر، وتغدو النهاية ضبابية، مُعلّقة في انتظار مستقبلٍ لم يأتِ... وحتى المفاجأة الكبرى لم تكن كافية لتبدّد ذلك الضباب.
أسلوب الكاتبة:
أسلوب ياسمين فريد في السرد شديد السلاسة، له نبرة مميزة وبصمة متفردة. تمتاز لغتها بحساسية عالية وشاعرية مؤثرة، تنقل المشاعر بكثافة دون ابتذال، وتعبر عن الأحاسيس بكلمات منتقاة، وصور أدبية أخّاذة. لم أستطع إلا أن أقع في حب الرواية، حتى صارت من المفضلات لديّ، وقد كنت محظوظة بقراءتها فور صدورها على تطبيق أبجد.
في حضرة القمر...
الرواية أقرب إلى رسالة حنين وهمس موجّه للقمر، ذاك الصديق الأبدي، الشاهد الصامت على حياة فرحة، بكل ما حملته من ألم وخذلان وحب غير مكتمل. هي فتاة ليست كغيرها، تميّزت برهافة إحساسها، وذكائها، وبحثها المضني عن الحب الحقيقي. ومع كل تجربة، كان الخذلان بالمرصاد، وكأن الزمن يأبى أن يمنحها فرصة للفرح. حتى قصتها الأخيرة مع خالد... لم تكتمل.
يُصبح القمر في هذه الرواية رمزًا عظيمًا، ليس فقط للضوء وسط الظلمة، بل للشاهد الوحيد على وحدتها، وأحلامها، وهروبها الدائم من القهر إلى الحلم، من الواقع إلى الخيال. في رواية تسرد المعاناة الأنثوية بلمسة شاعرية آسرة، وتُحاكي واقع المجتمع، في صعيده وقاهره، على المستويين الشخصي والاجتماعي.
خاتمة:
في حضرة القمرليست مجرّد رواية، بل مرآة لروح امرأة تبحث عن ذاتها وسط عتمة الحياة، تحمل في يدها شمعة الأمل، وفي الأخرى جرحًا لا يندمل. هي رواية عن الحب، والخذلان، والتمرد، والهروب، لكنها أيضًا عن الإصرار على البقاء... على الحلم... على أن القمر، ما دام حاضرًا، فإن الأمل لا يغيب.
❞ « فالصمت.. أقوى سلاح لمثل هؤلاء الحمقى، لأنه أبلغ من الكلام في كثير من المواقف، يجعل الطرف الأخر يشعر بمدى تجاوزه، فيحاول أن يصلح من شأنه ويبدي ندمه دون أي عتاب». ❝
❞ فمن المُستحيل أن نزرع الحب عمدًا في قلوب من نحب ولو بكنوزِ الكون كله، فالحب من طرفٍ واحد شقاء، وأمل مفقود، وخير دواء له النسيان. ❝
اقرأ الكتاب على @abjjad عبر الرابط:****
❞ هذا هو الزمن اللعوب بقلوبنا، «فرفقًا بقلوب هاوية على جسر صلب من الألم». ❝
#أبجد
#في_حضرة_القمر
#ياسمين_فريد