مؤسسات الرعاية في لبنان وإشكالية العزل الاجتماعي للأشخاص ذوي الإعاقة
تأليف
محمد علي لطفي
(تأليف)
عندما تشاهد فيلمًا سينمائيًا، أو برنامجًا تلفزيونيًا، أو تقرأ مقالة أو قصة في كتاب، قد يمر مشهد، أو عبارة تظهر أو تشير إلى فكرة لها صلة بفكرة الإعاقة أو بشخص ذي إعاقة. في معظم الأحيان تحمل هذه العبارات والمشاهد أحد انطباعين لا ثالث لهما: إما الشفقة الزائدة أو المديح المفرط. فكل من هذين التعبيرين مثقل بالكثير من الصور والتعابير التي تمثل منظومة ثقافية واجتماعية لم تزل راسخة في أذهان الكثيرين. هذه المنظومة كانت ولم تزل تعكس جملة من السلوك والعبارات التي تشكل أمرًا تلقائيًا، لا بل عاديًا للكثيرين. ولكن قد يغيب عن أذهان هؤلاء أن هذا السلوك أو تلك العبارات إنما هي نتاج لجملة من العوامل التاريخية ذات البعد السياسي، والاجتماعي، والاقتصادي التي كان لها ولم يزل أثر عميق في تكوين حالة الوعي الجماعي تجاه ظاهرة الإعاقة، الأمر الذي ساهم في التأسيس لحالة التفكير النمطي ضد الأشخاص ذوي الإعاقة.