تحولات الخطاب النقدي لما بعد الحداثة
تأليف
إيهاب حسن
(تأليف)
السيد إمام
(ترجمة)
إن أساليب الصمت في الأدب من صاد إلى بيكيت تحمل تعقيدات اللغة، والثقافة، والوعى، إذ تعترض هذه الأساليب بعضها البعض ويصطدم كل منها بالآخر. إن تلك الموسيقى الغريبة يمكن أن تكشف عن خبرةِ أو تجربة، عن حدسٍ بما بعد الحداثة، ولكنها لا تعطينا فكرة عنها أو تعريفاً لها. وربما استطعت أن أخطو هنا باتجاه هذه الفكرة من خلال طرح بعض الأسئلة، وسأبدأ بأكثرها وضوحاً: هل بمقدورنا حقاً تصور ظاهرة في المجتمعات الغربية عموماً وفي آدابها على وجه الخصوص يتعين تمييزها عن الحداثة؟ ينبغي منحها اسماً؟، فإذا كان الأمر كذلك، هل تفي تسميتها بـ"ما بعد الحداثة" بالغرض؟ هل باستطاعتنا، أو حتى يتوجب علينا حينئذ، بناء مخطط تجريبي ما من هذه الظاهرة، يكون كرونولوجباً وتصنيفياً في ذات الوقت يمكنه أن يعلل شتى اتجاهاتها واتجاهاتها المضادة، طابعها الفني والإبستيمولوجي والاجتماعي؟ وكيف ترتبط هذه الظاهرة- دعنا نطلق عليها اسم ما بعد الحداثة postmodernism- بأنماط التغيير الأسبق مثل الحركات الفنية في مطلع القرن، و الحركات الطليعية avant-gardes أو الحداثة العلياhigh modernism لعشرينيات القرن العشرين؟ وأخيراً أي صعوبات يمكن أن تكمن في أي فعل للتعريف بوصفه مخططاً مؤقتاً يساعد على عملية الكشف؟