التشكيل الأسلوبي - دراسة في ديوان (تفاحة الوقت) لمحمد صابر عبيد
تأليف
هيوا محمد أمين الساعاتي
(تأليف)
تنتمي قصيدة الشاعر (محمد صابر عبيد) في هذا الديوان إلى ميدان (قصيدة النثر)، وهذه القصيدة ترتقي إلى مرتبة حساسّة جداً في الكتابة الشعرية العربية الحديثة، تلتحم مع الحياة العامة والخاصة بروحها الطبيعية والفلسفية والرمزية على أعلى مستوى من التعبير اللغوي والتشكيل الجمالي، لذا فإنّ ما يكتنفها من صعوبة وفرادة وكثافة وخصب لا نجده في الأنواع الشعرية الأخرى، وعلى هذا النحو فإنّ المتميّز منها نادر جداً حين يتمكّن الشاعر من الاستعاضة عن فقدان الوزن والقافية بإمكانات شعريّة هائلة؛ تجعل المتلقّي يشعر أنّ ما يقرأه ترفع إلى أعلى درجات الشعرية، بالمعنى الذي يجعل هذه القصيدة نادرة وقليلة جداً بإزاء الكمّ الهائل من الهراء الفاسد الذي يُكتَب على أنّه قصيدة نثر وهي منه براء، قصيدة (محمد صابر عبيد) قصيدة ثريّة وغنيّة في لغتها وأسلوبها المتفرّد وهويّتها الشعرية الخاصة، وتحرّض دائماً على مزيد من القراءة والرصد والمعاينة والفحص والتحليل والتأويل.