ابني يعلمني: صفحات ذاتية من درس الحياة والحب

في هذا الكتاب المليء بالدفء الإنساني والصدق الشعوري، يصحبنا الكاتب في رحلة خاصة جداً، يفتح فيها قلبه ليروي تجربته الأولى في عالم الأبوة. بين صفحات مليئة بالتأملات والمواقف الصغيرة التي تحمل في طياتها معاني كبيرة، نعيش معه لحظات الخوف ،الترقب والحب غير المشروط الذي يولد مع قدوم الطفل الأول.

يكتب المؤلف بلغة صادقة، قريبة من القلب، تلتقط تفاصيل الحياة اليومية وتحوّلها إلى دروس في الإنسانية والنضج العاطفي. من خلال ابنه، يرى الحياة بعيون جديدة، ويدرك معنى الحماية، والقلق، والحنان، وكل ما يصنع جوهر الأبوة الحقيقية.

إنه ليس مجرد كتاب عن الأبوة، بل عن اكتشاف الذات من خلال الآخر، عن لحظة التحول التي يصبح فيها الإنسان أباً، فيتغير كل شيء نظرته للعالم، مخاوفه، وحتى أحلامه.

الكتاب جميل جداً أرشحه لكم.

اقتباسات أعجبتني:

❞ لكنك لم تستطع أن تتخيل شعور استقبالك لهذا المولود للتوِّ، سهل عليك أن تتخيل مَلَك الموت يقترب من الإنسان ويقبض روحه، لكنك لم تكن لتتخيل يد الله وهي تخلق وتهدي إليك آخر إبداعاتها، فتحتضن ابنك بقوة ألف قلب وقلب، وتشم ❞ في أعطافه رائحة لن تنساها ما حييت.

❞ الأبناء هم معجزة الله الأبدية التي تتكرر كل يوم دون أن ننتبه، كان الابن جنينًا ولم يكن يسمع من أصوات الدنيا سوى صوت القلب، سر الحياة، بل الحياة ذاتها، وهذا الصوت لا يكفُّ عن التذكير بأن الحياة دفقة بعد دفقة، وأن الصوت دليل الحياة، فحيثما كانت الحياة كان الوليد. ❝

❞ ما من فضيلة يتعلمها الابن إلا وتكون الأم سببًا فيها، ما من نقيصة تشين الابن إلا لأن الأم لم تنتبه إليها مبكرًا، فالبشر بطبيعتهم طامعون أنانيون ملولون، ووحدها الأم هي مَن تقدر على تحويل الطمع إلى «طموح»، والأنانية إلى «نجاح»، ❝

❞ تبتسم لأنه يبتسم، ينمو لقبلك جناحان وتكتسي عيناك برقاقة من زجاج البهجة، تشعر بها ملائكة تربِّت كتفيك، تتذوقها في فمك كأحلى ما تذوقت، كل جوارحك الآن متحدة، كل حواسك الآن مفتوحة على بعضها، بل تكاد تقسم بأنك اكتشفت دون الحواس ❝

❞ لو كنت تقدر لشاركته في الأحلام، لو كنت تقدر لرسمت أحلامه بيديك، لو كنت تقدر لأضفت إليه أشياء ونزعت منه أشياء، ولو كنت تقدر لأوصلته بيديك إلى ما يحب أن يراه وهو نائم، ينظر إليك وهو يغالب النعاس، تشفق عليه

❞ من حمل جفونه الثقيلة، تقول له: أرخِ جفنيك واسترح

❞ تشعر بالمسئولية كطوق حريري يلتف حول رقبتك فيدفئك ويزينك، كإكليل من الورد وضع فوق هامتك، يقيدك بقدر ما يزينك لكنك تتغاضى عما يمكن أن تشعر به من تقيد وتتيه بالتزيين. ❝

❞ قبل أن يولد ابنك كنت تتذكر أمك الغائبة فترتعش اليد وتدمع العين ويجفل القلب، كانت ذكراها تهدد جوارحك بزلزال عاصف، صورتها تمر أمام عينيك فتتحول الصورة إلى نصال غائرة في عمق الروح، كنت تتذكرها فيسكن عقلك الضباب وتتحول إلى كتلة هائمة مطموسة المعالم، فغيابها علمك أن تعيش في عالم بلا سقف تستظل به، أو رداء يستر وجدانك العاري، كما علمك أن تعيش في الحياة كفرع يابس قطعوه من شجرة وارفة. ❝

❞ كنت تعرف أنها المبتدأ والخبر، الحب الذي لا تعكره شائبة، والملجأ والملاذ والغوث، وكنت ترى فيها فرحة السكينة، وروعة الاستسلام، وتقول: هي أغنية القلب الأبدية، تدندنها فتستكين جوارحك، وتستريح أنفاسك، وتأمن من كل شر، وتعرف أن الحنين إليها جبر وليس اختيارًا، والبكاء بين يديها فريضة لا يقطعها إلا عاصٍ أو متجبر، لا ينازعها في القلوب منازع، ولا يقوى كائن ما كان أن يحل محلها، كل شيء في «الأم» حقيقي، والعالم من دونها محض مجاز. ❝

❞ تريد أن تقول له: يا بني، الحلم روضة من رياض الجنة، وحفرة من حفر النار، وقد خلقت الأحلام لنحققها لا لتسحقنا، والحلم رسالة هائمة في زجاجة ملقاة في بحر، فاحلم برفق، واقبض على حلمك بلين لكيلا تنكسر الزجاجة، فتقعد ملومًا

مجروحاً.

#أبجد

#ابني_يعلمني_صفحات_ذاتية_من_درس_الحياة_والحب

#وائل_السمري