❞يرتبط الجوع بانقباضات عضلات جدران المعدة والعطش بجفاف الغشاء المخاطي للفم، والجنس بضغوطات عضوية ولكن أين تقع المحفزات stimuli العضوية للحب؟ وأين تقع تلك الحاجات ضمن العضوية؟ وأين يقع التوتر الجسدي الذي يدفع العضوية إلى التخلص من محفز مزعج ومؤلم؟ وأين هو التماثل مع الجوع؟ حين نشعر بالجوع فإن رؤية الطعام، واشتمام رائحته يثيران رغبة قوية وبعد الإشباع تختفي الشهية إلى حين، ورؤية الطبق الذي تمتعنا به منذ لحظات أو اشتمام رائحته يخلقان لدينا شعورًا بالنفور يمكن مقارنة الجنس بالجوع في هذا الصدد بخاصّة، ذلك أن الدافع يختفي بعد أن نال إشباعه؛ثمة توتر، وانقباض، وتفريغ، وهبوط، محددة بدقة زمنيًا، أما في الحب فالوقت لا يؤدي الدور نفسه والعشاق لايدركونه إلا وقت الفراغ ❝
❞ يشعر الفرد عند الوقوع في الحب بأنه يقف على قمة العالم، ويكون واثقًا بأنه لا يمكن لأي ضرر أن يلحق به. وأن ضوءاً خفيفاً، لا يكون نار الغرام فقط، يتوهج داخله. فيشعر المرء وكأنه منيع من أن تصيبه الأسهم ومقالع هياج القدر. يشع بطاقة تدل على حياة ممتلئة. ولا يشعر بأنه حي فحسب، بل كأنه ولد من جديد. وبحياة جديدة مملوءة بالغبطة والقوة إلى درجة أنه لم يعد يمشي، بل بات يحلق مع الريح ❝
❞ وهكذا يكون بوسع العاشق أن يتحدث إلى محبوبه. فجزء كبير من الانتعاش الانفعالي داخله راجع إلى تمكنه من تخليص نفسه من الصراع الذي حمله معه منذ طفولته❝
يحملنا الكتاب في رحلة ممتعة ليكشف لنا الفروقات بين مفهومين قد يكونان عند الأغلب من البشر مرتبطان ببعضهما حتى أحيانا يعجزون عن التفرقة بينهما.الكتاب رائع يكشف لك خبايا النفس التي ربما قد لا نجد تفسيراً منطقياً لها عند الوقوع في الحب أو توهم حدوثه فتعتقد خطأ أن الاثنين واحد ليحطم كل التابوهات في عقولنا مؤكدا أن الانفصال أو الفراق في الحب يجلب الألم أما الجنس لا يحدث ذلك بل يمكن إشباعه مع شخص آخر قد لاتكن له ذات المشاعر لذا فإن الحب الحقيقي هو وقود الحياة بما يحمله من شعور بالإجابة عن تساؤلاتك المرهقة مع شريكك والذي معه تحس بالانعتاق والنجاة والذي يظهر جليا في قول المؤلف❞ ليس الحب أزمة، بل سبيلٌ للخروج من أزمة، وإحدى المعجزات التي يجترحها الحب هي إعادة بناء تقدير العاشق لذاته. ❝