اقتباسات من كتاب هيكل ومبارك : حروب باردة بين الكاتب والرئيس - الجزء الأول

ومن بين ما قاله له الأستاذ: إنني واحد من الذين يعرفون قيمة أنفسهم، لقد عشت بالقرب من رأس السلطة لا ذيلها، وعلى أصحاب الرأي أن يتحملوا نتائج معتقداتهم، وأنا أرحب بالحساب على مواقفي وكتاباتي، لكني لا أرد على أحد من الذين يتصورون أنهم سينالون مني، وأنا لم أترك العمل الصحفي، ولا أنوي ذلك، إنني أمارس مهنتي من خلال تأليف الكتب التي تنشرها كبريات الصحف العالمية في معظم أنحاء العالم.

أفاض هيكل في شرح ما لديه، قال: نعم كنت مشاركًا، فعندما تكون في مجال صنع القرار لا يمكن أن تكون أبكم، صانع القرار الوطني يتكلم مع كل من حوله، والحصول على الأخبار ليس فقط جلب الخبر، ولكنه أيضًا بالدخول طرفًا في الحوار، وعمق هذا الحوار هو الذي يحدد مدى مشاركتك، وكلما كنت مهتمًّا بالقضايا المطروحة تعمقت درجة المشاركة بالضرورة.

ويقرب هيكل الصورة أكثر إلى قُرائه ‫ يسأل: من الذي كتب إعلان ويلسون بنقاطه الـ14؟ ‫ ويجيب: إنه "والترليبمان"… ليبني على ذلك أنه منذ أول القرن وحتى في المجتمع الأمريكي، حيث الصحافة المتقدمة والمتنوعة والصحفيون الكبار في مواقع صنع القرار، ولقد وجد "ليبمان" نفسه ليس قريبًا من مواقع صنع القرار، بل يكتب للرئيس نقاطه الأربع عشرة ويفاوض في فيتنام، أو على الأقل يحضر لصلح فيتنام، والمشكلة في وطننا العربي أننا نملك ألفاظًا كبيرة عن حرية الصحافة وحرية المعلومات، وكأننا نتكلم في المطلق، ذلك عندما يعجز الإنسان عن الفصل يعوض هذا العجز باللفظ، ابتعاد الصحفي عن مصدر صناعة الخبر غير عملي،