اقتباسات غوستاف فلوبير

إن السعادة تشبه مُرَابِياً يجعلنا ندفع حمولة ثقيلة من المِحَنِ مقابل إقراضه لنا ربع ساعة من الفرح..

كم يصير كل شيء خالياً وموحشاً في وقت وجيز! وكم من الأماكن تخلى عنها أحياء ما عاد بمستطاعنا أن نراهم مرة أخرى!

ولأنني ألمح التضاد في كل شيء حولي، فإن العروض المبهجة تثير حزني، في حين أن العروض البائسة قلما تؤثر بي.

أشعر أني أحمل بداخلي سوداوية الغجر الرحل، ورغبتهم الدائمة في النزوح والانتقال، بسبب نفورهم من البشاعة الفطرية للحياة، هذه البشاعة التي تجعلهم يغادرون بلدانهم الأصلية كما لو كانوا يريدون التخلص من حياتهم السابقة، بل ومن أنفسهم

أشعر أني أحمل بداخلي سوداوية الغجر الرحل، ورغبتهم الدائمة في النزوح والانتقال، بسبب نفورهم من البشاعة الفطرية للحياة، هذه البشاعة التي تجعلهم يغادرون بلدانهم الأصلية كما لو كانوا يريدون التخلص من حياتهم السابقة، بل ومن أنفسهم

أن تكون غبياً، أنانياً وتتمتع بصحة جيدة، ها هي ذي الشروط الثلاثة المطلوبة ليكون المرء سعيداً،

أن تكون غبياً، أنانياً وتتمتع بصحة جيدة، ها هي ذي الشروط الثلاثة المطلوبة ليكون المرء سعيداً،

لطالما كان الوطن بالنسبة إلي هو الكون، الأرض، النجوم، الهواء.. إن هذه الفكرة بحدّ ذاتها تجعل الإحساس بالانتماء يتسرب إلى دواخلنا إلى ما لا نهاية، لم أهتم أبداً بنزاعات الشعوب، ولا باقتتال الإنسان مع أخيه الإنسان، وصدقاً أنا لا أشعر بالاستمتاع لرؤية كل هذا الجنون إلا حينما أراه مجسداً في لوحات كبيرة ذات خلفيات حمراء قانية.

لكل منا تقويم روحي خاص يقيس به الزمن.. هكذا، تستحيل بعض الدقائق أعواماً، وتبدو بعض الأيام الزاخرة بالأحداث المؤثرة طويلة كما لو كانت قروناً!

هكذا هو الإنسان، إنه يزهد دوماً في الحاضر الذي يملكه ويحن إلى الماضي البعيد ثم يرغب في نسيانه ويبدأ في التخطيط للمستقبل، تماماً مثلما يتعب من قيظ فصل الصيف فينتظر حلول فصل الشتاء لكن عندما يأتي المطر يجتاحه الحنين والندم على أماسي الصيف الصحوة.

لا تبوحي بأسرارك لأيٍّ كان، فكثيراً ما تأتينا الخيانة من أقرب الناس إلينا بمن فيهم أصدقاؤنا، فاحفظي عن ظهر قلب هذه الحقيقة البديهية يا طفلتي الغالية: «إن عدم الثقة بمثابة صَمَّامِ الأمان».

«إن الحب كوميديا عظيمة، وكذلك الحياة، سيّما حينما لا نؤدي أي دور فيها»

كم تروقني فكرة العَدَمِ المطلق! ثمة حقيقة بديهية: «إنها الحياة التي تُواسي الموت، وإن الموت هو الذي يُواسي الحياة!».

بحسب العرف البشري فإن ما نبذله من أجل الآخرين يكاد ألا يؤخذ في الحسبان،

أقوى الروابط تتفكك بفعل الزمن! لأن حبل الود يبلى تدريجياً، وكل شيء يمرّ ويمضي، وتنمحي الذكريات من القلوب، مثلما تتجدد مياه البحار، ويمحو الموج آثار الخطى على الرمال..

إن أولئك الذين نعتقد أننا لم نعد نحبهم نكون في بعض الأحيان لا نزال نشعر تجاههم بعاطفة ما، فالحب لا ينطفئ بشكل مفاجئ، تماماً مثل النار التي يظل الدخان ينبعث من رمادها لمدة طويلة بعدما تخمد،

الحياة ليست عادلة، وكثيراً ما تستحيل السعادة مسخاً يلتهم أرواح الملعونين الباحثين عنها.

لست مسروراً أبداً بالانتصارات التي حققناها على العرب، لأن هزيمتهم تسبّب لي الحزن، كوني أحب الشعوب العربية القوية، المتشبثة بالحياة والمحبة لها، إنها بمثابة التجسيد الأخير للمجتمعات البدائية، عكس حضارتنا التي لا تقوم بشيء عدا نشر الغضب..

في نظري الخاص، فإن الموطن الحقيقي هو البلد الذي أحبه، البلد الذي أحلم به وأنشده، وحيث أشعر بالانتماء وبأنني في أفضل أحوالي.

من سخرية القدر أن قلوبنا لا تتسع وتكبر إلا بعدما تمزقها الشفرات الحادة للحياة.