اقتباسات محمد عبد العزيز الهجين

❞ «إنها رواية مشوقة أكثر منها ترجمة لحياة أديب»؛ هل يُعقل أن قربان سعيد مرَّ بكل هذه التجارب المريرة، ورؤية هذه الشخصيات، وتأتي الإجابة أن المعلومات التاريخية الموثَّقة في الكتاب مطمئنة، وحياة قربان سعيد المثيرة للتأمل لافتة ومشوقة. ❝

❞ قربان سعيد: في فضّ غموض ‏

‫حياة غريبة وخطيرة

⁠‫كنت في المطار ورأيتُ لوحة عليها طائرة متوجهة إلى باكو عاصمة أذربيجان، لم تُترجَم اللوحة في عقلي إلا صورة قربان سعيد الروائي الأذري؛ مؤلف رواية علي ونينو؛ أحقًّا الأدب شعارُ البلدان؟ ❝

❞ يؤكد أن رحلته في كتابة القصص والروايات لم تكن أمرًا هينًا يقوم به بسهولة ويسر؛ فلقد أتعبته تلك المهنة، وأشعَرته بالقلق المستمر. كتابة القصة عنادٌ لمزاج المرء، وميله الفطري في الانطلاق. ❝

❞ فإن حياتنا كانت كحياته؛ تَرَدُّدٌ إلى كل روضة، وتغريدٌ على كل شجرة، وتحليقٌ في كل جو. كنا نتنقل من حلقة العلم إلى درس الأدب، ومن درس الأدب إلى مجلس الشعر، ومن مجلس الشعر إلى دار الكتب ❝

❞ أختم بوصف الزيات لعلاقته بطه حسين ومحمود الزناتي، وهم طلاب في الأزهر.. وصف جميلٌ وممتعٌ كتبه في رثاء الزناتي رحمه الله:

⁠‫«كنا ثلاثةً ألَّفت بيننا وحدةُ الطبع والهوى والسن؛ فالطبع مَرِح فَكِه، والهوى دَرْس الأدب وقَرْض الشعر ❝

❞ ترصد المذكرات لحظة ظهور المنفلوطي؛ عندما أشرق أسلوبه على صفحات صحيفة المؤيَّد، وإعجاب القراء بهذا الفن العجيب، وترقُّب هؤلاء الفتية الأزهريين صحيفة المؤيَّد كل خميس؛ ليقرؤوا مقال المنفلوطي؛ وطه حسين مُرهِفُ أذنيه، وزناتي مُسبِلُ عينيه، والزيات مأخوذٌ بروعة الأسلوب ❝

❞ المقدمة

⁠‫«أيَّة حياة مهما كانت تافهة ستكون ممتعة إذا رُويت بصدق»(1) - كولردج. ❝

❞ «نحن مختلفان، لكن هذه الزيارة خلقت بيننا صداقة، وقد سمحت لي مفكرتُه بالتعرف إليه وتَقَبُّله، فحياة ناجي باهرة بالنسبة إليَّ؛ لأنه كان مليئًا بالطاقة. ورغم حياته القصيرة والأمراض التي أصابته والمِحَن التي مرَّ بها، فإنه استطاع أن يكون مثقفًا موسوعيًّا ❝

❞ يقول ناجي عن مكتبته: «لقد تركتُ مكتبتي على سجيَّتها، أي أنني جعلتُ الكتب فيها سجلًّا لقراءتي وتفكيري، فهذا كتابُ طب يجاوره كتابٌ في الأدب، يجاورهما كتابٌ في التاريخ، ويُسنِد الثلاثةَ كتابٌ ضخمٌ في الفلسفة». هكذا تعدُّ المكتبة رحلة عمر. ❝

❞ زيارة حميمة لشاعر الأطلال إبراهيم ناجي

⁠‫يا فُؤادِي رَحِمَ الله الهوى

⁠‫زار الأديب جمال الغيطاني منزل الناقدة سامية محرز، ورأى صورة إبراهيم ناجي على الجدار، فسأل بعفوية: «هو الدكتور ناجي بيعمل إيه عندكم؟» فأجابت: «إنه جدِّي». ❝

❞ هناك أيضًا ألق الشخصية الخاصَّة بالمسيري وما كان يتمتع به من الود ودماثة الخلق، فهو شخص لطيف قبل أن يكون كاتبًا مشهورًا، يهتمُّ بتلاميذه ويهاتفهم كل فترة، وكل هذا يضيف رصيدًا لتقبل أفكار الشخص. ❝

❞ لقد لانت له اللغة، وكان معجمه الشعري طبيعيًّا، وهو يزخرف عباراته بالتشبيهات والمجازات المبهرة، إنه شاعر السهل الممتنع. وتروق لي عبارة عارف حِجَّاوي عن نزار حين قال: «هذا شاعر كانت العربية بين يديه صلصالًا يصنع به أي شيء أراد، سبحان ❝

«أيَّة حياة مهما كانت تافهة ستكون ممتعة إذا رُويت بصدق»(1) - كولردج.

وقانون هذا الكتاب هو الفوضى الخلاَّقة التي قيل: إنها أنسبُ طريقة للقراءة، فهو مزيجٌ متنوِّعٌ يمكن وصفه بأنه أشتاتٌ مُجتمِعاتٌ، كما أطلق العقادُ على أحد كتبه. ولا يناقش هذا الكتابُ نظريات السِّير الذاتية أو أساليب الكتابة عن النفس أو الكتابة عن الغير؛ وإنما بدا لي أن أحكي قصص هؤلاء الذين أمتعتني قصصُ حياتهم، وأردتُ أن أدعو القارئ إلى هذا الفن الجميل.

أيَّة حياة مهما كانت تافهة ستكون ممتعة إذا رُويت بصدق