اقتباسات خالد المعالي

ويمدّ يده ملوِّحًا، كان يعرف

أنها تلويحة الوداع، لتعود بعدها

حياته خرابًا، أطلالًا يراها

من بعيد، تملأ أحلامه هناك

يدي التي بها ألوّح

لم تعد تطيعني

صوتي بحّ

وانحنت قامتي

كل أمل حملته هدّني

وصار ألما

كان يسير، حاملًا تابوته مثلهم

وكأن الموت قد نال واحدًا غيرهم

لكنه سرعان ما يصحو، فيجرع ماء

ليعود إلى أحلامه الأخرى، ربما طائرًا

مضت أيامه، كان يحسب ساعاتها

في الليل، ساهرًا، يغني عند شباكه

بصمت، ويضحك نفسه، لكي ينسى

دون أن نرقص، يجذبنا الهم

القديم، الأسى مخيم على

مجلسنا في الخيال، نلم الكلمات

على راحات أيدينا ، لكي ننفخ

تاركًا وراءك الأمل راقدًا

لم يعد ينادي وراءك، كم أغلقت

الباب بوجهه، وكم سرت وحيدًا

بدونه، لكن الإياب إليه يشدك

تعود اليوم إلى حياتك المغبرّة

أيامك تنأى، ترمق الغيوم

في الأعالي، من هناك يجلب لك

الخيط، يمده لكي تصعد ضاحكًا

كانت الصحراء بحرًا

أجد الخطى إليها في النهار

وأرخي مسيرتي

حينما يخيم الليل

أنتحي لي ركنًا في التراب

وأبقى مفتح العينين ساهمًا

أنتظر القدر

من يكلم نفسه، من رآها؟ حينما

ينام الآخرون، تبقى أوهامه تلوح

في خياله، طيورًا بلا ريش

فينهض لينشّها، لكنه يعود

وكان، كلما كرّت أحلامه، يسعى بها

يحملها، عابرًا حدود المدن الكبيرة،

مفتاحًا بجيبه لكل ضيق، يهمسها

لنفسه، كل وقت، وكأنه يغني

ليس ثمة رسالة، قطرة ماء بإنتظاري

عشّ الحمامة فارغ، الصدى لم يعد

ولا صوت عندي لأطلقه. لم تكن

حياتي إلاّ إستعادة ماضٍ

عشته هنا، أقلّب اليدين

وتريد أن تأخذنا من اليد

إلى وهج الذكريات التي لم نعد نراها،

الخيط يربطنا إلى

العابرين، ويتركنا نصفر اللحن