المؤلفون > جمانة حداد > اقتباسات جمانة حداد

اقتباسات جمانة حداد

اقتباسات ومقتطفات من مؤلفات جمانة حداد .استمتع بقراءتها أو أضف اقتباساتك المفضّلة.


اقتباسات

كن أول من يضيف اقتباس

  • ماذا تعني الترجمة؟

    الإجابة الأولى التي تتبادر إلى الذهن هي: أن نقول الشيء نفسه بلغة أخرى، لكن، هل يمكن أن نحصر الترجمة، وخصوصاً الأدبية والشعرية منها، في هذا المعنى الضيق؟ ألا توازي الترجمة على الأرجح إعادة الخلق أو الاختراع؟ أليست عملية استنباط خلاقة للغة جديدة داخل اللغة وتشييداً لجسر رابط بين اللغات المختلفة؟ بلى. فالنص المترجم شبيه بجنين يولد مرتين، ولكل ولادة بروقها وصعقاتها. إنهما هويتان للوطن ذاته، بل أكاد أقول: شقيقان توأمان من أم واحدة، مخيلة الكاتب وتجربته وأفكاره، ولكن من رحمين -لغتين مختلفتين، وكانتا لتكونا منفصلتين تماماً لولا حبل السرة -نار المعنى الرابطة بينهما.

  • متى تقفز من شرنقتها وتتحوّل فراشة شرسة تحفر طريقها بأظافرها الناعمة والحادة في آن واحد؟

  • أكرّر: الظلاميون يتكاثرون في ثقافتنا كالفطريات، هذه الثقافة التي تدّعي الانفتاح حين يناسبها ذلك، و«المحافظة» حين تكون المحافظة أكثر تماشياً مع مصالح الساعة. جبال من الهرطقة، والهراء، والمعايير المزدوجة. هؤلاء «العسكر» يدافعون عن العفّة، والعفّة منهم براء. يدافعون عن القيم، والقيم منهم براء. يدافعون، من جهنّمات عقولهم ونفوسهم وأجسادهم المريضة والمعقّدة، عمّا يجرؤون على تسميته بالشرف والكرامة والأخلاق، ملوّحين بحجة «حماية أدياننا وعاداتنا وتقاليدنا وأجيالنا الشابة»، في حين أنهم يتعامون عمّا يجري على شاشات التلفزيون، وعلى مواقع الإنترنت، وفي السهرات، وداخل الغرف المغلقة، وحتى في أماكن العبادة، ولا يفهمون من الشرف والكرامة والأخلاق سوى «ذَنَبها». أي ما هو ظاهر منها فحسب.

    هؤلاء هم سارقو الحياة الشخصية، سارقو حرياتنا الفردية والمدنية ( حرية العيش، حرية الخيار، حرية التعبير ...)، سارقو الدين ومشوِّهوه وقاتلوه. وسارقو الثقافة ومشوِّهوها وقاتلوها. وسارقو المستقبل ومشوِّهوه وقاتلوه. وسارقو المدنية ومشوِّهوها وقاتلوها. وسارقو تراثنا العربي النيّر ومشوِّهوه وقاتلوه. وهلمّ.

    أكرّر: إنهم سارقون. ومشوِّهون. وقاتلون. وفوق هذا كلّه: أغبياء. ولعلّ هذه هي الطامة الكبرى في حق هويتنا العربية المعاصرة.

  • فالمنتحر ليس ميتاً. ليس ميتاً عادياً، أعني. هو "شيء" أكثر، "شيء" آخر. لا ميتٌ ولا حي. بين بين، والاثنان معاً. وثالث. ضيف مرتبك وصل متأخراً إلى الحياة، ومبكراً إلى الموت. ملاك يحمل بين أصابعه المغناطيسية النوم وهبة الأحلام المنتشية. يتيمُ نفسه هو الملاك المنتحر، فكيف إذا كان شاعراً؟ كيف إذا كان من أرض تسرح فيها الرغبة والعتمة، اللعنة والنشوة، سواءً بسواء؟

  • نابشة القبور أنا، قبور الشعراء المنتحرين.

    مئةً وخمسين نعشاً فتحت، نعم،

    وإلى مئةٍ وخمسين جهنماً نزلتُ.

    مئةً وخمسين جثةً أنعشت بماء الزهر،

    ومئة وخمسين شيطاناً روضت

    مئةً وخمسين دمعة رشفت

    وبمئة وخمسين ناراً احترقت

    مئة وخمسين حكايةً حكيت

    ومئة وخمسين مرةً سألتُ، بحسرةٍ سألتُ، وقهراً، وعارفةً سألتُ:

    لماذا ينتحر من ينتحر؟

  • " في الشرق أجيال وأجيال من النساء تحت نير التغييب والتكميم والإلغاء والظلامية والقمع والجهل القسري. وفي الغرب أجيال وأجيال من النساء تحت نير التسليع والتسطيح والتعهير، وتحويلهنّ محض أجساد معروضة للبيع "

  • في الشرق أجيال وأجيال من النساء تحت نير التغييب والتكميم والإلغاء والظلامية والقمع والجهل القسري. وفي الغرب أجيال وأجيال من النساء تحت نير التسليع والتسطيح والتعهير، وتحويلهن محض أجساد معروضة للبيع

  • ثقافاتنا النائمة في رُكودٍ مُستنقعيِّ ، يُهدهدها ويطربها صوتُ شخيرها ، وإذا إستفاقت فلا لشيء سوى لوضع العصيِّ بين الدواليب أو لنشر الشائعات والهلوسات والإفتراءات أو لتعزيز دساتير الجهل والفِصام والسكيزوفرينيا والتخلّف والخُبث والتكاذب وفنون الإختباء وراء الإصبع الوُسطى .

  • هكذا غالبيتنا نحن العرب، ينطبق علينا المثل اللبناني الشهير: "بدّي ياه وتفو عليه". نهجس بالجنس، لكننا لا نجرؤ على التحدث عنه. ننهى عن المنكر بيد، ونمارس الدعارة الفكرية (وهي الأدهى) باليد الثانية. أمة عربية سكيزوفرينية واحدة، متحدة، في غالبيتها الكاسحة، حول دساتير الجهل والفصام والتخلف والخبث والتكاذب وفنون الاختباء وراء الإصبع الوسطى

  • «الشقاء العربي هو أيضاً وليد نظرة الآخرين. هذه النظرة تحول دون الفرار، وتذكّرك، بما فيها من ريبة وعنجهية، بوضعك الذي لا مهرب منه. لا يشعر بما في هذه النظرة من حكم قاطع، إلا من يحمل جواز سفر صادراً عن إحدى الدول الموبوءة، ولا يقدّر مدى الشلل الذي تسبّبه هذه النظرة إلا من يقارن القلق الذي يشعر به بيقين الآخرين، يقينهم في ما يخصّك ويتناولك».

    سمير قصير - تأملات في شقاء العرب

  • بيني وبينه جدارٌ شاهق. هذا الجدار المرعب هو حاضري، وهو ما يعنيني اليوم، والآن، ودائماً

  • شخصيًا لم أُطق الدُمى في حياتي قطّ لم تنجح دميةٌ واحدة لا باربي ولا أخواتها في إغرائي لستُ ضدّ باربي بالضرورة لكنّي ضدّ أنّ تُختصر صورة المرأة في لُعبةٍ " مُسطَّحة " ومُضجرة ومتوقَّعة كهذه ، وضدّ أنّ تُختصر صورة الرجُل في مُسدَّس مثلاً ، ليس للمرأة قالب جاهز لكي نصنع أنفسنا وبناتنا وفق ألياته كما ليس للرجل نموذج جاهز هو الآخر ، لكي نسير على هديه .. لم أقَّع يومًا ولا حتى بفطرتي أي في مرحلة ما قبل المعرفة والقرار الواعي - في " مصيدة " الأنوثة النمطيَّة هذه التي يتوهَّم المُجتمع أنّها تُحدد شخصيتنا وسلوكنا وأفكارنا .

  • متى نعترف بأن لا تناغم ممكنًا بين تعاليم الأديان وكرامة المرأة وحقوقها؟

  • أما الجدار، إرثي «العظيم» هذا، الذي شيّده أسلافي، ويزيد معاصريَّ من علوّه يوماً بعد يوم، «إنجازاً» بعد إنجاز؛ هذا الإرث الكارثي الذي جائني حيث لم أطلب، مثلما تجيء المصائب كلّها، فحدِّثوا ولا حرج.

  • هكذا غالبيتنا نحن العرب ينطبق علينا المثل اللبناني الشهير " بدّي ياه وتفو عليه " نهجس بالجنس لكننا لا نجرؤ على التحدث عنه ، ننهى عن المنكر بيد ونمارس الدعارة الفكريّة ( وهي الأدهى ) باليد الثانية ، أمةٌ عربيةٌ سكيزوفرينَّة واحدة متحدة ، في غالبيتنا الكاسحة حول دساتير الجهل والفصام والتخلّف والخبث والتكاذب وفنون الإختباء وراء الإصبع الوسطى .

  • لا أشعر بعاطفة تجاه بيروت ، ولكن في قلبي نوع من العطف ليس عندي حنان ولكن عندي شيء من الرقة حيالها ، بيروت لا تجذبني ولم تنجح في كسب ودّي وأحدس أنّها هي أيضًا لا تُحبّني ، ولكن إذا كان عليّ أنّ أختار وجهًا لها أحبّه أو على الأصح أحتمله أكثر من غيره فلا بدّ لي مِنْ إختيار وجهها الليليِّ يعجبني غموضها في العتمة وصخبها وإستسلامها لحريِّتها وشهواتها ونزواتها ، بيروت في النهار مفرطة التزيين أما ليلاً فتغسل وجهها بالماء والصابون لا ترتدي المساحيق ولا تضع شعرًا مستعارًا ، بيروت في النهار تاجرةً في الدرجة الأولى ، أما ليلاً فتصبح إمراةً هشّةً وتصير أكثر صِدقًا وشفافيةً وإقترابًا مِنْ جوهرها ومعناها .

  • أحاول أحيانًا في أيامي المُشرقة أنّ أكون متفهِّمةً ومتسامحةً ورؤوفةً وأنّ أعزو ردّ الفعل " الشاذ " هذا إلى مُناخ مجتمعنا الشرقيِّ الخبيث ، وإستغراق هذا المجتمع في هواية دفن رأسهِ في الرمال ( نحن جنس هجين بين الطواويس والنعامات ) .

  • نعم، الشاعر المنتحر مجرم، وبامتياز.

    ولكن إذا كان الانتحار جريمة، فماذا أسميك أنت أيها الموت؟

  • '' الدفاع عن قضايا المرأة، يجب ألاّ يكون شعاراً محض نسوي، أو محض ذكوري. هي مسألة إنسانية أولاً وخصوصاً. كذا يقال عن مناهضة الذكورية التي يجب ألاّ تكون قضية ترفعها النساء فحسب، أو الرجال فحسب. في هذا المعنى، لا تعني المساواة التشبّه بالرجل، بل نيل الحقوق نفسها: قانونياً، واجتماعياً، وثقافياً، وسياسياً، وجنسياً، الخ. وهي تالياً مساواة تفيد الرجل وتدعمه، بقدر ما تفيد المرأة "

  • الشاعر الممحو أو المنسحب أو المنطوي على نفسه، "يخجل" أن ينتحر، خشية لفت الأنظار إليه، حتى بعد موته، فهو يعلم أن كل انتحار "فضيحة". أما الشاعر المنتحر فهو يعرف تمام المعرفة أن جميع من تركهم وراءه سيتحلقون حول جثته، وأن أحبته سيتحسرون عليه ويبكون، وأن النقاد سيمحصون نصوصه و "يكتشفون"، روعته وأهميته وفرادته (بمعزل عن احتمال انه قد يكون مهماً حقاً).

1 2