العمامة والقبعة > مراجعات رواية العمامة والقبعة > مراجعة Mostafa Gomaa

العمامة والقبعة - صنع الله إبراهيم
أبلغوني عند توفره

العمامة والقبعة

تأليف (تأليف) 3.3
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

بداية دعوني اعترف انني متحيز لهذا الرجل واحب كتاباته بشكل خاص منذ ان قرأت روايته الرائعة "بيروت بيروت" ثم "ذات"، "اللجنة"، "وردة" و اخيرا "العمامه و القبعه" ولا تخلو قائمة الكتب التي ارغب في قرائتها من اعماله المتبقية،

اسلوب صنع الله ابراهيم شديد التميز و الاختلاف فان كانت اعماله تتاخذ الرواية كشكل ادبي فأن الوصف الادق لها هو "الروايه التوثيقية" لان المزج الساحر بين الاحداث التاريخة والروايه هو ما يميز صنع الله عن غيره من الكتاب فهو بالفعل بارع في استخدام التاريخ كأساس متين لبناء روايته،

هذا الرجل يعرف نقطة قوته ودائما ما يستخدم طريقته المفضلة في السرد حيث يقوم بتقسيم و تجزيئ البناء السردي للرواية الي اجزاء صغيرة مستخدما في ذلك عده حيل ادبية ممتعة تتيح له التحرك بحرية في التاريخ يختار منة ما يشاء ليترك في نفس القارئ الانطباع الذي يريد فعلي سبيل المثال في "بيروت بيروت" قام بتقسيم الرواية الي عدة مشاهد من فيلم وثائقي ليحكي تاريخ الحرب في لبنان، وفي "ذات" استخدم عنواين الجرائد ليوثق للتغير الذي حدث في المجتمع المصري خلال فترة من الزمن، اما في "وردة" فاستخدم طريقة اليوميات التي يسجلها بطل الرواية ليوثق فترة من تاريخ بعض دول الخليج العربي خاصة اليمن و عمان وباستخدام نفس الحيلة الادبية قام بتوثيق فترة من تاريخ مصر في "العمامه و القبعه" ،

البداية كانت مع بطل الرواية الذي لانعرف عنه الكثير ولا نعرف حتى اسمه كل مانعرفه انه كان يعمل لدي احد التجار الفرنسيين ومن خلاله اصبح ملما باللغة الفرنسية حتى تبناه المؤرخ الشهير "عبد الرحمن الجبرتي" الذي عاصر فترة الحملة الفرنسية علي مصر واصبح احد تلاميذه ثم انتدب للعمل مع الفرنسيين في تنظيم الكتب ثم السفر معهم كمترجم في احد حملاتهم علي بلاد الشام بالاضافة الى علاقتة مع الحسناء الفرنسية "بولين" عشيقة "نابليون" ، وبذلك خلق الكاتب الادوات اللازمة للتحرك بحرية في التاريخ وعرض الاحداث من خلال خليط من كتابتات الجبرتي واليوميات الذي يسجلها هذا الشاب ليوثق فترة الحملة الفرنسية علي مصر الذي استمرت 3 سنوات و 21 يوم،

من الملاحظ ايضا ان التركيز هنا ليس علي الاحداث الرئيسية المعروفة فالهدف النهائي ليس التأريخ بالطبع -فتلك وظيفة المؤرخين وكتب التاريخ - وانما الاحداث الحياتية الصغيرة التي تدور بين السطور و علي الهامش لانها الاجدر هنا علي ايصال الانطباع المطلوب عن حال الشعب المصري في تلك الفترة،

باسلوب سلس رشيق استعرض من خلال تلك الاحداث حالة الضغف والهشاشه الذي كان عليها المجتمع وعدم ادراك المصريون انها قادرون علي حكم بلادهم بأنفسهم وبدلا من ذلك اكتفوا فقط باستبدال محتل بمحتل اخر فاستعانوا بالفرنسيين للخلاص من ظلم المماليك و تكرر نفس الامر فاستعانوا بالاتراك و الانجليز للخلاص من ظلم الفرنسين، نري ايضا تأثير الدين في حياة المصريين و كيف استخدم المحتل الجديد هذه النقطة بمنتهى الذكاء واقنع المصريين من خلال ديوان من المشايخ والعلماء -كان الجبرتي احدهم- انهم يحترمون الاسلام وان نابليون نفسه مسلم او انه سيعتنق الاسلام وفي نفس الوقت اقنعوا الاقباط انهم جاءوا ليخلصوهم من اضطهاد المماليك وخلقوا نوع من الفتنة الطائفية ضمانا لولاء الطرفين،

نقطة اخرى غاية في الاهمية عمد الكاتب الي ابرازها وهي ان التاريخ ليس بالضرورة حقائق مؤكدة وأنما يمكن ان تتغير وتتبدل مع تغير الحاكم او المحتل كما هو الحال هنا عندما قام الجبرتي بتعديل كتابة عن الحملة الفرنسية حتى لا يغضب المحتل البديل هنا وهم العثمانيون.

نقطه اخيرة يجب لفت الانتباه لها ان صنع الله ابراهيم بشكل عام كاتب معروف بتوجهه اليساري مما قد يشوب حياديتة في انتقاء الاحداث التاريخية لتناسب توجهاته

اسف للاطالة، مع تمنياتي بقراءة ممتعة :)

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق