الفكر العربي في عصر النهضة ١٧٩٨-١٩٣٩ > مراجعات كتاب الفكر العربي في عصر النهضة ١٧٩٨-١٩٣٩ > مراجعة عمرو عزازي

الفكر العربي في عصر النهضة ١٧٩٨-١٩٣٩ - ألبرت حوراني
أبلغوني عند توفره

الفكر العربي في عصر النهضة ١٧٩٨-١٩٣٩

تأليف (تأليف) 4.3
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

ألبرت حوراني يُعد أحد المستشرقين العرب . وُلد و تربي في انجلترا و صبّ جُل

اهتمامِه على التاريخ العربي -اجتماعيا و فكريا- مستخدماً المقاييس الغربية في دراسته ، إلا أن كتابَه - على خلاف أغلب المستشرقين الذين لهم أغراض أخرى غير الأغراض العلمية كالتشويه و قلب الحقائق- لاقى ترحيبا و قبولالً كبيرا بين الكثيرين .

الكتاب لا يعتبر تاريخا عاماً للفكر العربي الحديث إنما يعالج جانباً واحداً من الفكر العربي و هو المتعلق بالفكر الوافد من الغرب قبولا و توفيقا و رفضا و ذلك في أزهى عصور الهيمنة الغربيةً .

* خطأ في ترجمة العنوان *

الترجمة العربية لعنوان الكتاب خاطئة .. فالمفروض أن يكون العنوان: الفكر العربي في العصر الليبرالي .. قد تختلف أو تتفق مع الكاتب في اختياره لهذا السنوات ممثلةً لهذا العصر ( الذي أسماه باللبرالي و إنكنت أجد أنه لم يحدد ما يريده بمسمى الليبرالية ) ، لكن ما يهمنا هو ما ناقشه الكاتب من أفكار في هذه السنوات بعيدا عن الاسم ..

عصر الهيمنة الليبرالية الغربية لا النهضة و شتان بين المعنييْن، و قد اختار ألبرت حوراني عام 1798 م ( حملة نابليون على مص ) كبداية لهذا للعصر، و منه بدأ في التأريخ التفصيلي إلى عام 1939 م ( اندلاع الحرب العالمية الثانية) ، الذي يعتبره الكاتب نهاية هذا العصر، و بداية عصر جديد، و تغيرات جديدة في العالم أهمها بدء تفكك الامبراطورية الانجلزية، و تسليمها الراية لدول أخرى –وليس دولة واحدة- كالولايات المتحدة و الاتحاد السوفيتي و تغيرات أخرى في ميزان القوى و التحالفات .

*الأفكار و روادها*

التفوق الغربي و هيمنته التي بدأت من القرن الثامن عشر أدت لانتشار أفكاره عبر العالم ( فالمغلوب مولع دئما بتقليد الغالب كما يقول ابن خلدون ) .. و حوراني هنا يحاول إظهار كيف تأثر العرب بكل أطيافهم الفكرية بفكر الغرب الوافد، منتهجا في ذلك توضيح مناهج رواد الفكر العربي في هذا العصر ( سواء رفضوا هذا الفكر الوافد أم حاولوا التوفيق بينه و بين الفكر الاسلامي أم اتخذوا الغرب قدوة و ساروا عى دربه )

الجيل الأول من المفكرين شمل رفاعة الطهطاوي من مصر ، و خيرالدين باشا من تونس ، و بطرس البستاني في لبنان و غيرهم ..

بعدهم جاء جمال الدين الأفغاني و محمد عبده و الجيل اللاحق الذي تربى على مدرستهما – سيرا على دربهم او تغييرا فيه أو مناقضة لهم- .. قاسم أمين و محمد فريد وجدي و أحمد لطفي السيد و مصطفى كامل و سعد زغلول و رشيد رضا و على عبدالرازق وساطع الحصري و الشميل وفرح أنطون و غيرهم انتهاءً إلى طه حسين الذي يرى فيه حوراني نهاية عصر و بداية عصرجديد من الفكر العربي .

يناقش حوراني و يفصّل بعض الأفكار التي أخذت تتنشر في الأوساط العربية في هذا العصر، و التى ما زال لها مفكروها و منظروها حتى الآن، كالقومية العربية و قومية البلدان كالقومية المصرية و السورية ، و أيضا العلمانية و طلائعها في بلادنا.

الفصل الأخير في الكتاب رائع، يُلخص فيه حوراني تاريخ الأفكار في االماضي – العصر الذي أرخ له – و الأفكار المستقبلية ، و إن كان حدثت تغيرات كثير بالطبع و أمور مختلفة عما تنبأ به حوراني .

#أعجبني#

أكثر ما أعجبني في أسلوب احوراني كمؤرخ هو جمعه لدقائق الأمور و روايته التفصيلية لكثير من الأحداث التاريخية بأسلوب حيادي بعيد عن الإنحياز لأي طرف ، مما يجعلك تعيش الأحداث و تسلسلها ببساطة و يُسر كأنك معها .

كتاب مهم لفترة حرجة من التاريخ بُني عليها كثير من أفكارنا و قناعتنا اليوم ، أظن أن كثيرين قد يتنبهوا لخطأ أفكارهم إذا ما فتشوا و بحثوا عن تاريخ هذه الأفكار و غيرهم قد يزداد ثباتا و اقتناعا بما يؤمن به .. أنصح بهذا الكتاب بشدة

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق