يتخذ ربيع جابر في روايته من احداث العنف الطائفي التي حصلت بين الدروز والموارنة في عام 1860 نقطة انطلاق يبنى عليها احداث الرواية ويعرض لبعض القضايا الاجتماعية والسياسية والتاريخية.
. رواية "دروز بلغراد... حكاية حنا يعقوب" تحكي قصة بطل الرواية حنا يعقوب الرجل المسيحي البسيط بائع البيض الذي قدّر له ان يكون في الزمان الخطا وفي المكان الخطا, حيث تم الزج به بين المقاتلين الدروز الذين تقرر نفيهم الى قلعة بلغراد على تخوم الدولة العثمانية , بدلا من درزي اخر تقرر اطلاق سراحه بعدما دفع ابوه رشوة للضابط العثماني, وتسجل الرواية معاناة حنا وبقية السجناء على امتداد 12 سنة من السجن فى بلغراد وغيرها من بلاد البلقان.
لا شيء في هذه الرواية يستحق الملاحظة سوى الوصف الغاية في الجمال للاماكن. رواية تفوح منها روائح البلقان الابديية السرمدية,البلقان ذاك الذي تجمد لديه الزمان منذ قرون. صور فتياته الغجريات , الشركسيات,اللواتي يسكرن الناظر لقدهن ويغوينه ليبدأ حواره مع شيطانه.الدانوب ذاك التنين ذو الوجوه الثلاثة , القوطي-اللاتيني-البلقاني, يظهر ويتلون تبعا لاشكال وارواح مضيفيه. هناك حيث الجيرمان, يظهر اتقانه ومرونة تعرجاته وقدرته على الاختراق, اما عند اللاتين , فيظهر بعض من قوته وعظمته واغوائه, ويستبقى سحره وابديته لمحطته الاخيرة .
بقي الاشارة الى ان لغة الرواية متوسطة لا ترقى الى مستوى رواية حائزة على جائزة البوكرالعربية.