يتراءى للقارئ أن نصوص كلبي الهرم… كلبي الحبيب ما هي إلا كلمات و جُمل مبعثرة تعكس حالة الكاتب أسامة الديناصوري النفسية و الجسدية الضعيفة بسبب المرض و لكنها في الواقع أصدق ما يفكر به الإنسان و هو على مشارف الموت . الكاتب أسامة آثر في آخر نصوصه التصالح مع الواقع المعيشي و المرضي و الذي عاشه طوال حياته بالكتابة عنه دون تشفير أو خجل ، موضحًا آثاره النفسيه على علاقاته الأسرية و الصراعات الداخلية و التي تفتك به و هو يتنقل ما بين وحدة غسيل أو طبيب مسالك بولية بين أرجاء القاهرة . لم يكن أسامة واضحًا أو صريحًا في كثير من تفاصيل العلاقة مع رفيقة العمر سُهير و كأنه يريد أن يحتفظ بهذه الذكريات له وحده ، شاكرًا حظه السعيد و الله على نعمة الإنسانة الصابرة و التي انتقلت معه إلى الرياض كما أشار في احدى النصوص .
بدأ أسامة نصوصه بدعوة والدته له بالصلاة و ذكر الله مذكرًا القارئ ان والدته على يقين بقرب أجله ، و لم يذكر أسامة موضوع الصلاة فيما بعد، تاركًا هذه النقطة غامضة لربما بإيمانه بأن علاقة العبد بريه خاصة.
حوارات أسامة العامية ما بين اتصالاته مع رفاق المرض و حواراته الغاضبة مع بعض الممرضين ، كانت ممتعة و بسبب عفويتها ، اللهجة المصرية ممتعة و ما بين بعض الحوارات الناقمة الساخطة ، نرى روح الإنسان المصري و الذي يبتسم و يصنع النكت على الرغم من أسوأ الظروف واضحة .
على الرغم من محاولات الكاتب إضفاء روح الفكاهة و النكت في نصوصه كله ، إلا ان الحقيقة المُتجردة هي ان الكاتب أسامة عانى معاناة شديدة و مؤلمة بسبب مرضه و التي كانت واضحة للقارئ منذ النص الأول.