قدمت الرواية لي أكثر مما كنت أتوقع، مزيج من وأقوال وأحكام فلاسفة كتير، من مكتبة عظيمة لبرفيسور أستاذ في الفلسفة وأعمى، كان من حسن حظه أنه تم توظيف امرأة عنده تُسمى ماريا، ساعدته على العيش حياته بين أقوال الفلسفة التي يحبها في أيامه الأخيرة وكانت من حسن حظها أنه في هذا التوقيت بالذات، دخلت بيته لترعاه فتجد نفسها أمام خط واضح لحياتها التي كانت على وشك أن تتداعى.
وما بين ماريا والبرفيسور، كنت اقرأ والتمس للدروس الفلسفية التي كان يقولها الدكتور منبثقة من قراءته لكتب فلاسفة، كأني كنت أريد أن أضع الطريق الصحيح لحياتي أنا أيضا من خلال هذا الرجل الحكيم، الذي كان يعرف موضع كل كتاب وكل جملة وعيونه لا ترى النور.
حبيت الرواية في تبسيطها لكلام معقد، الترجمة كانت رائعة، أحيانا كنت أشعر بعدم الفهم لبعض الجمل ولكن في المجمل الرواية آثرت بي فعلا.
وفعلا لم تقدم القهوة لسيبنوزا، ولكن قدمت أكثر من ذلك بكثير، قدمت أفكار ومقتبسات ل سيبنوزا وباسكال وإبيكورو ودمجهم في حياة رجل حزين وامرأة بائسة وقارئة مكتئبة، من أجل أن تجدد روعة الحياة في قلوبهم من جديد، أليس هذا جميلا! 🤍