الطريق > مراجعات رواية الطريق > مراجعة Mohamed Khaled Sharif

الطريق - نجيب محفوظ
تحميل الكتاب

الطريق

تأليف (تأليف) 4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

"وبين هلوسة اللعب وهلوسة الحب وهلوسة الجنس، لم يبق من طاقة الشباب شيء يُذكر، وإنسان اليوم مُستهلك في عبثية مُستمرة لا يفيق منها إلا لحظة الموت."

رواية "الطريق" لنجيب محفوظ؛ واحدة من أجمل الأعمال الرمزية التي قرأتها في حياتي بشكل عام، ومن أعمال نجيب محفوظ بشكل خاص، فالرواية لم تكشف رمزيتها إلا بعدما قطعنا شوطاً طويلاً فيها، ولا أدعي أني التقطته بسرعة، ولكن، بعد فصل النهاية، تأكدت شكوكي حول الرمزية، والسبب أنها كانت شكوك وليس يقين، أن الرواية تحمل قصتين؛ واحدة ظاهرة وواضحة، قصة تشويقية عن "صابر الرحيمي"؛ ابن القوادة، وابن أمه أيضاً، دلعته حتى أصبح دلع مرئ، وأصبح إتكالي وإنتهازي، يعيش على أموال أمه الحرام، والعيش على طريق أمه، ولكن، ولظروف مُتشابكة، يبدأ "صابر" رحلته الخاصة، وعليه أن يختار طريقه، والبحث عن والده "سيد سيد الرحيمي"، الذي قالت له أمه أنه من الأعيان ويملك من الأموال أطناناً، فهل سيعثر عليه؟ وفي القصة الظاهرة المشوقة، ستجد الأحداث متسارعة، ودخول شخصيات جديدة إلى الحكاية، وتتضافر لتصبح قصة تشويقية نفسية، ونجحت في ذلك، حتى فصل النهاية.

أقول حتى فصل النهاية، يُمكن اعتبارهم قصتين بشكل واضح، ولكن، فصل النهاية أُغرق في الرمزية، وأصبحت لا أرى القصة التشويقية النفسية، وأرى فقط القصة الرمزية، التي تُمثلها حياة "صابر"، الذي يبحث عن والده "سيد"، وعليه اختيار طريق "كريمة" أم طريق "إلهام"، فـ"كريمة" هي الفتنة مُجسدة، مثيرة وشيطانية ولعوب، تُمثل كل الشرور، وتوسوس بالقتل، والسرقة، وتدعي أن ذلك من أجل السعادة الأبدية المحرومة منها، أما طريق "إلهام" فهو يمثل البراءة، الطيبة، والوداعة، فهي تحب "صابر" لشخصه، دون الالتفات إلى ماضيه، تُسامحه على كذبه مراراً وتكراراً، حتى بعدما عرفت عنه كل مساؤه، وكل أفعاله الشريرة بالإضافة إلى الحدث الأخير، لا تزال تُحبه ومتعلقة به، وتُحاول مساعدته، هذا النقاء التي تُمثله، هو طريقها، فأي فتاة سيختارها "صابر" في طريقه للبحث عن والده.

منذ بداية حياتنا، ونحنُ نعيش في طريق، كل اختيار يحتمل الخير والشر، بدرجاته المُختلفة، نعيش في حالة من البحث الدائم، عن الطمأنينة، وعن السكون، أياً كان الشخص أو الشيء المُتمثل فيه، أحياناً نُخطئ وأحياناً نُصيب، ولكن الأهم، ألا نُعاند عندما نتجه في طريق خاطئ، ونحن نعلم أنه كذلك، ونُكمل فيه، لا بُد من وقفة، لتعديل المسار، عندما يكون المسار واضحاً كفاية. ولا أدعي أن هذا ما أراد نجيب قوله، ولكن كطبيعة أي رمزية يُمكن تفسيرها وتطبيقها على مئات الأفكار، وهذه الرواية خير دليل على ذلك، ولو مثلاً كانت النهاية تختذ نفس نهج الرواية، من حيث التلاعب بقصتين واحدة حقيقية وواحدة رمزية، فكنت سأقول أن الحكايتين لا يُمكن فصلهما عن بعضهما، ولكن، النهاية لم تدع مجال للشك أن نجيب تلاعب بنا طوال الرواية، في حكاية بدا منها أنها تشويقية نفسية، ولكن رمزيتها أوسع من ذلك.

ختاماً..

رواية رمزية وتشويقية في آن واحد ولولا النهاية لقبلت التأويلين ببساطة، ولكني لا أنكر أن نجيب تلاعب بي طوال الرواية، وذلك، ما أحبه في أي رواية، ورغم الرمزية الطاغية في النهاية، لا تزال رواية مُمتعة ومهمة، ومن أجمل ما قرأت لنجيب محفوظ حتى الآن.

بكل تأكيد يُنصح بها.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق