يجذبني دوما أدب الرحلات لما فيه من زيارة أماكن مختلفة بين ضفتي الكتاب، و جاء هذا الكتاب واصفا تجربة سفر في إيران المجهولة لقطاع عريض من الناس و أنا واحد منهم.
هي يوميات مسافر شاب، و بالفعل تجربة ممتعة نقلها الكاتب لنكون معه يوما بيوم تعيش زياراته و لقاءاته و حتي مشاكله و كأنك مسافر معه برحلته.
ما بين شيراز ، أصفهان، طهران،قم، مشهد .... و مدن أخري حملنا إليها الكاتب و غلف زياراته بنبذات تاريخية مختصرة عن المكان و التي أضفت بعدا ثقافيا و معرفيا للرحلة إضافة لوصفه المكاني و الزماني لهذه المزارات.
حواراته بالاغلب الأعم كانت مع الشباب الإيراني الذي التقي بهم واصفا أوضاعهم و تتطلعاتهم في ظل حكم الملالي و الثورة الاسلامية للخميني و التي ما زالت مبادئها العامة تسيطر و تتحكم بالمجتمع الإيراني.
التساؤلات التي دارت بذهني كانت حول تلك الشريحة التي إحتك بها من شباب إيران و التي تمثل مجتمع شبكة التواصل الإجتماعي الخاصة بالسفر- التي ذكرها الكاتب- كم تمثل و تعبر عن غالبية الشباب الإيراني؟؟ لأنها جاءت شريحة ذات مواصفات واحده ناقمة و رافضة و تتطلع للهروب من المجتمع الإيراني، ماذا عن الشرائح الأخري من الشباب أو الشيوخ و كم تمثل؟ و ما هي تتطلعاتها؟؟
بالطبع الكاتب غير معني أو مطالب بالإجابة عن تساؤلاتي، و لكنها رغبتي في إستكمال رسم صورة قريبة لواقع المجتمع الإيراني ككل بعد هذه الرحلة الجميلة.
استمتعت بالرحلة و ملأني الشوق لإنهاءها سريعا نحو صفاحاتها الأخيرة حيث تركنا الكاتب في إنتظار ما آلت إليه مغامرته الجديدة التي بدأها نحو دولة أفغانستان منطلقا من مشهد بإعتبارها آخر مدينة زارها في إيران.