عائشة تنزل إلى العالم السفلي > مراجعات رواية عائشة تنزل إلى العالم السفلي > مراجعة Mohamed Khaled Sharif

عائشة تنزل إلى العالم السفلي - بثينة العيسى
تحميل الكتاب

عائشة تنزل إلى العالم السفلي

تأليف (تأليف) 3.8
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

"أحس بالألم في كل ما أراه، ما أشمه، وما أسمعه. الصمت المُستشري.. مؤلم، الأثاث البليد الذي يرمقني بحياد.. مؤلم، شاشة التليفزيون مؤلمة، النافذة مؤلمة، الستائر مؤلمة، الشرشف المُرتب مؤلم، المزهرية الفارغة مؤلمة، هاتفي الذي لا يرن مؤلم، أسفل رقبتي يؤلمني، الفراغ الشاسع في صدري يؤلمني، الثقوب في روحي، الشرخ في جدار غرفة الغسيل، المطبخ الذي تفوح منه رائحة الدهن، مربعات السيراميك، صنبور المياه الذي يبكي بين كفي، كل شيء.. كل شيء."

رواية "عائشة تنزل إلى العالم السفلي" هي رواية سودواية مُنهكة عن أم فقدت ابنها ذو الخمسة سنوات، ففقدت معه حياتها، ورغبتها في أن تملء رئتيها بهواء هذا العالم القاسي، رأت الموت ينتظرها في ثيابه السوداء القاسية، وكل سنة في ذكرى وفاة ابنها، تموت مرة، ولكنها متيقنة أنه بعد مرور خمسة سنوات، ستكون هذه الميتة الأخيرة، فكيف تتحمل فقدان ولدها؟ من قال أن الزمن سيجعلك تنسى هو كاذب، فالزمن جعل عائشة تتذكر أكثر وأكثر، تستدعي تفاصيل حياتها، وحزنها واكتئابها، تفكيرها أصبح ينصب نحو نهر واحد؛ ألا وهو الموت.

وليقينها التام من اقتراب أجلها والموت، بدأت "عائشة" تكتب يومياتها، لحظة لحظة بتفاصيل دقيقة، تستدعي الماضي والحاضر، وتستدعي شخصيات من الكتب التي تقرأها، ومقولات للعديد من الكتاب، لتكون الرواية في أغلب أجزاءها عن ذلك الكائن المنتظر بنهاية الأفق الأعلى، الذي حتماً سنقابلها مهما طالت حياتنا ونسيناه وتناسيناه، وتلك الدائرة الحزينة التي غرقت بها عائشة تواجه محاولات بائسة من أهلها وزوجها لنشلها من دوامة الغرق، فنظل حتى النهاية -وربما بعدها- غير عالمين بمصيرها وإلى أين يتجه.

ختاماً..

كانت هذه التجربة السادسة لي مع الكاتبة "بثينة العيسى" ورغم أنني أحببت العمل، ولكن لا يزال "تحت أقدام الأمهات" هو عملي المفضل لها في منهجي لقراءة أعمالها حسب الترتيب الزمني.

وينصح بهذا العمل بكل تأكيد.

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق