السِّحر يكمن في التفاصيل.
القراءة الأولى في الأدب العُماني، رواية رائقة جدًا، شديدة الخصوصية في شخوصها وبيئتها، تسمع خرير الماء، تشعر بحرارة الرمال، تعيش معهم الظمأ فتبحث دون أن تدري مع القافر في عروق الأرض عن منابت الماء، تُباغتك الأحداث بيأس بعد أمل، وأمل بعد ظمأ، وظمأ بعد شغف، وشغف بعد ارتواء، لا ترصد مشاعر أهل القرية من بعيد كالراوي العليم الذي لا يتداخل في الأحداث، بل أنت أقرب منه إليهم؛ تشاطرهم الأحلام، مع الهواء المغبَّر، وشحيح الزاد، وما ندر من الماء.
حتى لتكاد تُفتِّش عن الثوم في مطبخك كي تساعدهم في شق الصخرة الكبيرة الملساء.
بعض الروايات تُقرأ، وبعضها يُعاش.