مالذي يمكن قوله عن ( دميان ) ؟ في الحقيقة الكثير .. كانت بدايتي مع هرمان هسه مجموعة قصصية تحت عنوان ( أحلام الناي ) و تزامن نشر المجموعة تقريبا مع هذه الرواية أو قبلها بقليل عام ١٩١٩ و لن تخيب ظنك تلك المجموعة مثلما لم يخب ظني مع ( دميان ) ، لا بد من الإشارة بكامل الامتنان للمترجم على إبداعه في الترجمة - خالص شكري - التي أضافت للرواية رونقا خاصا ، في البداية ستشعر بالنفور من الرواية لما تحمله من سوداوية و كآبة لكن حالما تتابع القراءة ستتآلف معها بشكل مدهش ، بسبب توسع الكاتب في التحليل النفسي لفرويد ستجد أن وصفه دقيق و مستفيض لكل المشاعر الإنسانية و تصارع مختلف الأفكار داخل النفس البشرية ، في كثيرا من الأحيان شعرت بأنها تمثلني بل و تترجم أفكاري ، بصرف النظر عن أحداث الراوية و تفاصيلها أو الظروف التي دفعت بها إلى النور لا تزال الصورة الكبيرة تضمني بين ثناياها ، برأيي أن ( سينكلير ) موجود داخل كل إنسان و يوجد في حياته ما يمثل ( كرومر ) و يبحث باستمرار عن ( دميان ) ، باختصار ترتكز الرواية على ثلاث احتياجات أساسية : البحث عن الانتماء ، البحث عن الحرية ، و البحث عن الاتصال بالله .