"أريد المشي هنا منسياً، لا أنتبه إلى أحد، ولا ينتبه إلى أحد، لأواجه وساوسي وحدي."
أثناء قراءتي لكتاب "أنا قادم أيها الضوء" للكاتب المصري "محمد أبو الغيط" رحمه الله، تحدث في عدة مواضع على ما أتذكر عن كتاب "سأكون بين اللوز" الذي يُعد بمثابة سيرة مُكثفة للشاعر الفلسطيني "حسين البرغوثي"، الذي توفي متأثراً بمرض السرطان، نفس المرض الذي خطف منا "محمد أبو الغيط"، والكتابان مؤلمان، وإن كانت درجة الألم في "سأكون بين اللوز" أقل حدة، حيث احتوى الكتاب على ثلاثة فصول طويلة بعض الشيء، تحمل مُقتطفات وحكايات لا يحكمها رابط زمني مُعين، أو موضوع واحد، ولكن تحمل هماً واحداً، وهي علاقة "حسين البرغوثي" بكل ما حوله، وطنه وعائلته والأدب الذي أبحر فيه فاقتبس العديد من الجمل والقصائد التي أثرت فيه بشكل حقيقي، وأحياناً كان يحكي لمُجرد الحكي، وأحياناً كان يأخذ الحكي منحنى الهذيان، ولكنه هذيان خيالي مقبول، مُمتع وحزين.
كانت تجربة جيدة في المُجمل، رُبما لم أجد فيها كل ما كنت أريد أن أعرفه عن "حسين البرغوثي" ولكني أعتقد أن كتاب "الضوء الأزرق" الذي يُعد بمثابة سيرة للكاتب أيضاً، سيكون أكثر تفصيلاً، وسيكون "سأكون بين اللوز" بمثابة عدة عناوين رئيسية عن واحد من أهم شعراء فلسطين "حسين البرغوثي" رحمه الله.