عام التنين > مراجعات رواية عام التنين > مراجعة Mohamed Khaled Sharif

عام التنين - محمد ربيع
تحميل الكتاب

عام التنين

تأليف (تأليف) 3.8
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

"الأمور في مصر لا يُمكنها التوقف، يجب أن تسير حتى لو ظلمنا أحدهم، أو خسرنا مالاً أو بدونا كالبلهاء."

التجربة الثالثة لي مع "محمد ربيع" بعد تجربة متوسطة في "كوكب عنبر" وتجربة جيدة جداً في "تاريخ آلهة مصر"، تأتي "عام التنين" لتنُافسها في أيهما أجمل عندي، حتى يحين موعد اللقاء المؤجل مع "عطارد"، التي يُقال أنها أجمل ما كتب.

رواية "عام التنين" فاجئتني ببدايتها الغريبة، فصل طويل عن شخص يحضر مراسم موته ودفنه، فصل غرائبي لا يخفى عن كتابات محمد ربيع، وتلك الفانتازيا التي يخلطها بالواقعية، فلا تستطيع أن تُفرق بينهما، فبعد هذا الفصل الغريب تفهم أن الحكاية منطقية، وواضحة، وواقعية للغاية.

من عوامل الجذب في هذه الرواية هي السخرية اللاذعة، فهذه الرواية توجه الإنتقادات لعصر مبارك، بطريقتان مُتضادتان، الطريقة الأولى هي البيروقراطية المُتمثلة في النظام، وفكرة التحايل عليه، وكيف أن تجد شخص يتحايل على القانون، ويُكبر ثغراته لتخدمه، أتذكر في أحد المرات آثناء وجودي في مصلحة حكومية أن مواطناً كان يصرخ بأنه جاء ليستخرج شهادة ميلاد فوجد نفسه متوفياً، فكيف فاته وفاة نفسه وهو واقف في هذا الحر اللعين يُطالب أن يُعتبر حياً؟ هذه فكرة بسيطة لدولة البين بين، بين المعاملات الورقية التي لا تنتهي إلا برشوة أو واسطة، وبين المعاملات الإلكترونية المُعقدة التي غالباً لا تُحل ولا تُقدم ولا تُؤخر فتلجأ إلى الحل الأول، والبيروقراطية في مصر مختلفة عما تجده في أي بلد، فنحن لا نكتفي بجعلها في كل شيء ومُمتدة بلا إنقطاع، لكننا نورثها ونُصدرها ونُحاول جعل العالم كله يُنفذها. ويأتي السؤال فما العائد على النظام من بيروقراطيته؟ بالتأكيد يُعزز فساده ويقوي من موظفيه الفاسدين، ويجعلهم تحت طوعه، فكل مواطن عنده ملف به خطاياه منذ الصبا حتى الكهولة!

"بهذه الطريقة فقط، يُمكنك خلق هوة بين المثقف والشعب، أن يخاف المواطن من مجرد مرور المُثقف بجانبه، أن تُصبح الثقافة سبة يتبادلها الناس فيما بينهم، أن يُصبح كل قول يصدر من مثقف مُثيراً للسخرية والتسخيف، وبالطبع، كل من قد يتعاطف مع مثقف أو حتى يستمع لكلامه، سيصبح مُثقفاً مثله. تجب السخرية منه كما تجب السخرية من المثقف."

الطريقة الثانية هي الموالسة الزائدة عن حدها -تخفيفاً للفظ إياه الذي أعرفه أنا وأنت عزيزي القارئ ولكننا سنتجاهله- فالمديح الزائد عن الحد يجعلنا نُشكك في كُنه المديح واستحقاقيته، وآتى هذا الجزء الخاص بالرسائل الموجهة إلى صلاح، رسائل هي خلاصة تاريخ الأنظمة في مصر، تاريخ الإدارة للمواطنين، بطريقة من يُقر بذبنه مُفتخراً، فهو يرى كل ذلك من أجل النظام، فمن نكون لنحكم أنفسنا بأنفسنا؟

"أنتم نجحتم في تقليص طموحات المصريين إلى سيارة وشقة وشاليه وتعليم خاص. وما عدا كل ذلك من تمثيل سياسي أو حريات سياسية أساطير نسيها المصريون تماماً."

ختاماً..

عند نهاية الرواية شعرت بإحباط سرعان ما تلاشى، فالفانتازيا التي تحولت إليها الرواية وإن كانت تخدم الفكرة فلم تخدم باقي عناصر الجذب في الرواية كالشخصيات، أستطيع تفهم أنها رمزية وتختفي خلفها الكثير من الدلالات، كأن مصير الشعب ليس بهام، والأهم هو الحكام وما شابه ذلك، ولكن لما كان التمهيد لحكايات مختلفة مُثيرة للاهتمام ومهمة كمهنة التجليد وتفاصيلها والمطبعة، والشخصية الرئيسية أيضاً إذا كنا لن نُتمم حكايتهم بشكل لائق؟ ولكن ذلك لم يُقلل من تقديري للرواية، وحُبي لها، ووضعها في مكانة "تاريخ آلهة مصر" عندي، التي ورغم أنها صدرت منذ عامين، فأنني أتساؤل كيف سيكتب "محمد ربيع" عما جرى في هذين العامين؟ كيف سيسخر -دون نقاط على السين- مما جرى؟ ويجري؟ وسيجري؟

بكل تأكيد يُنصح بها.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق