القوس والفراشة > مراجعات رواية القوس والفراشة > مراجعة Rudina K Yasin

القوس والفراشة - محمد الأشعري
أبلغوني عند توفره

القوس والفراشة

تأليف (تأليف) 3.1
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

الكتاب رقم 30/2022

القوس والفراشة

محمد الاشعري

“وأن كل شخص في هذا العالم مهما كانت له من علاقات طيبة وحميمية فإنه لا يواجه مصيره إلا وحيدا ومعزولا، وباستعداد فطري للاكتئاب والبكاء على النفس ، وأن لا أحد ، أبدا ، لا أحد ، يحقق سعادته بسبب الآخرين مهما كانوا قريبين منه، وأحباء. لا تتحقق أي لحظة سعادة كثيفة أو هشة إلا من خلال التفاصيل التي نعثر عليها في دواخلنا.”

“صرت أدرك بسهولة أن الخسارة ليست ما نفقده، ولكن ما يتبقى في نفوسنا من شعور بالعجز عن فعل شئ لم نفعله، وقد قرأت لم أعد أعرف أين، أننا عندما نولد، تكون أمامنا احتمالات لا نهائية لحيوات مختلفة، ولكن عندما نموت، لا يفضل من هذه الاحتمالات سوى الاحتمال الوحيد الذي تحقق منها. وعند ذلك فإننا لا نخسر الاحتمالات التي فقدناها للأبد- فهي لم تكن بين أيادينا في أى وقت من الأوقات. ولكن نخسر بطريقة تراجيدية تلك الإمكانية التي كانت غير ما كنا.

# ادب مغربي

هنا مع القوس والفراشة نتجه للأدب المغربي مع الكاتب والسياسي محمد الاشعري الذي تولى مناصب أدبية وسياسية ونشر اول ديوان له حسب موقع ويكا 1978 وله العديد من المؤلفات لن اذكرها لان الكتاب اول تجربة لي بعدد 334 صفحة وإصدار المركز الثقافي طبعة 2011 سنة الجائزة فالكتاب حصل على جائزة البوكر العربية.

# ثلاث أجيال:

ثلاث أجيال بين الجد والحفيد والابن وثمان فصول الورطة، وحجر الزاوية، والحالمون ومعجزات الحبأة، فسيفساء نحن إلى الأبد، كتاب المراثي، الغربان، الفراشة. تحكي الرواية حياة ثلاثة أجيال (الجد الابن والحفيد) من أسرة آل الفرسيوي المنحدرة من قرية بومندرة بالريف والمستقرة بزرهون، وتمكنها بالارتقاء اجتماعيا – بعد عودة الجد من ألمانيا متزوجا بألمانية- من خلال شراء أراضي وعقارات مكنته من منافسة شرفاء المنطقة.

فالجد المالك الأساسي باني العائلة محمد الفسربوي تزوج اجنبية حاول الجمع بين امجاد المغرب والجرمان لينتهي بانتحار زوجته وخسارته كل شيء اما الاب يوسف فهو الراوي المعقد السجين السياسي انفصل عن زوجته بعد وفاة ابنه لأنه شعر انه أصبح حيوان لا يستحق ان يصبح أبا فهو والد ياسين الحفيد الذي قتل في أفغانستان لان ضميره قد صحي وحاول منع التفجير داخل السوق ذلك التفجير الذي قتله وقتل أبرياء

# العودة

قد نعتقد ان حادثة اختفاء ياسين، هي أساس الرواية وهي المحور الرئيسي فيها فياسين الذي قتل نتيجة انضمامه الى تنظيم طالبان بتفجير حاول منعه ليصاب الاب بصدمة وتتلاشى الحكاية في الأعماق فلم يعد الاب يسال كيف ذهب طالب الهندسة المتفوق الى تنظيم كطالبان بل كيف قتل ولماذا فالأب أصيب بصدمة حيوانية جعلته يفقد الوعي ويجعل من ابنه صديقا ربما ارد تعويض أشياء واشياء فقط تحول الحديث الى حديث ذي شجون تصفه الرواية على النحو الآتي: كان حديثنا ينصب على كل ما نصادفه من أشغال في المدينة أو مظاهرات أو نساء جميلات، وأحياناً نغوص في أوراقنا القديمة فنتحدث حول الثورات والخيانات وموت الأوهام .

يحاول يوسف خلال تشرده ان يروي قصة حياته وحياة ابيه من خلال مجموعة قصصية مبعثرة غير متشابكة لا علاقة للأولى بالثانية أصدقائه القدامى وافكارهم اليسارية البعيدة عن الواقع ثم تحدث عن الفساد وهدم المدن لبناء العقارات الحديثة من قبل الملاك او أصحاب المال. في بلده مكناس ثم اختفاء عصام، وهو ابن إبراهيم الخياطي بالتبني، وكان لإبراهيم صديق خليل، كانت بينهما علاقة غير طبيعية، وقد انتحر هذا الصديق وخلف وراءه ولدين فرأى إبراهيم الخياطي أن يتولى أمرهما وفاء لخليله، وتزوج أمهما شكلياً ليكون قريباً منهما، ويخدمهما من دون شبهة، فأنفق عليهما بسخاء، وعاشا حياة رغدة لكنهما أصبحا خارجين عن طوعه، ويكنان له كراهة شديدة، واتجها إلى احتراف الغناء وأنشآ فرقة من فرق الهيب هوب، وانتهت تلك العلاقة

# راي

الرواية برغم الاطالة وعدم الإجابة على بعض الأسئلة الا ان الحدث تكلم اكثر من الشخص نفسه حيث اننا فهمنا فكرة القصة من احداث القصة وانعكاسها على المجتمع لذلك لم نفهم بعض الاحداث في الرواية كيف حصل انفجار السوق كيف ذهب ياسين الى أفغانستان ماذا حصل للأصدقاء فنحن لم نفهم الا قصة الجد لتضيع قصة الاب والحفيد في إشارة واضحة ان الة الهدم قد تدمر ما تم بنائه.

ربما ان الرواية موجهة الى المجتمع المغربي فكاتبها كان وزيرا للثقافة لذلك طرح أسئلة عدة تتعلق بقضايا جوهرية في راهن المجتمع المغربي، تحاول الإجابة عن أشياء هو كوزير كان الاجدر بالإجابة عن بعض منها مثل تحول أدوار النخب السياسية، والفساد الإداري ونهب الثروات، والظواهر الاجتماعية الجديدة كالإرهاب، والتنظيمات والانحلال الأخلاقي، وضياع الشباب، ولا ننسى والصراع بين بنية اجتماعية تقليدية مؤسسة على موروثات تخلط الواقعي بالديني بالأسطوري، وبين رؤية جديدة مشبعة برؤية غربية قوامها ليبرالية شرهة لا تعرف التوقف عند حد معين في سعيها إلى الربح، ولا يهمها ما يجلبه ذلك من خسائر للآخرين، بذلك يقدم الأشعري سياقات لقصص متعددة لم يكن في إمكانه إكمالها، فكان مضطراً أن ينهي كل واحدة منها في منتصف الطريق حتى لا تذهب به بعيداً عبر مسارات لا يمكن أن تستوعبها صفحات رواية واحدة فالكاتب لم يريح نفسه ولم يعط القارئ ما يريد بل تركه تائها مثل الحال العام والوضع السائد في البلدان العربية وضع التوهان وعدم الاستقرار والتحكم والورث والاستبداد كلها أحوال كا من الاجدر الإجابة عليها لعلها تفيد في إمكانية التخلص منها .

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق