أُهدِيت هذا الكتاب مذ كان عمري سبع سنوات.. ولكم أحببت صوره وغلافه وكل ما فيه، كيف لا وقد كان أول كتاب "ملكية خاصة" أحصل عليه وقررت بعدها ان أجعل لي مكتبة خاصة بي وحدي.. "أفكار التملك الطفولية" :))

صحيح أني لصغر سني لم أفهم منه شيئاً وقد ظننته قصصاً للأطفال، إلا أنني ظللت محتفظة به حتى الآن وقد قاربت الثلاثين.. ربما طوال هذه السنين ظننت سخفه وقررت أن لا اضيع وقتي بقراءته وبدّيت عليه كثير من الكتب التي لا أشعر معها بذنب إضاعة الوقت بلا نافع.. لكن لأني سمعت عن حكمه وجمال قصصه وعبره قررت أن حان الوقت بعد كل هذه السنوات.

بالفعل بلغته الجزلة الفصيحة، وقصصه المسلية ستجد من العبر والحكم الشيء الكثير.. ،ربما هي لا تخفى على كثير منا هذه الأيام، ولكنها خير تذكرة وألطفها وقعاً على النفس. الشيء الذي أعيبه على هذه النسخة الأخطاء اللغوية ومبالغة المقدم بتعظيم الكتاب حتى بدا وكأنه جعله بمنزلة قرآن يتلى.

صحيح أن القصص مليئة بالعبر، والتي لا تخرج ابدا عن أخلاق وتعاليم الإسلام، حتى أني شككت في كثير من الأحيان أن يكون كاتبها مسلماً (لا ادري فعلا ان كان مسلما أو لا).. إلا ان التقديس الزائد يسبب النفور وخصوصاً عندما يكون واضعها بشر.

على العموم، في النهاية تبين لي أن لم تكن قراءة هذا الكتاب مضيعة للوقت، بل على العكس.. فإلى جانب التسلية ستجد الحكمة في جنباته مغلفة بلغة فصيحة وكلمات جديدة ستتعلم معانيها.