كتبت مراجعة للكتاب على موقعي من قبل وأحببت مشاركة مقطع منها هنا لمن يريد قراءة الكتاب :
" حاول “ستيفنسون” في القصة أن يجسد مفهوم الخير والشر في النفس البشرية ، أو كما يمكن أن نُسميها “النفس الطيبة” و “النفس الشريرة الأمارة بالسوء” . وكيف تتصارع الاثنتان في داخل المرء لتشكل ما يراه الناس عنه ومنه . وتُكوِّن تلك الشخصية الممزوجة التي لاتكتمل صورتها و كيمياؤها إلا بوجود النفسين معا . وقد تتغلب إحداهما لتحجب الأخرى وتكمّم “وحشها” أو “ملاكها” فتَصرِفَه عن الظهور إلا ما نَدَر .
وجدلية الخير والشر هذه كانت ولاتزال أحد الأسئلة التي تتربع على عروش التفكير في عقول المفكرين والفلاسفة والمتأملين ، تماما كما تساءل الدكتور جيكل : “يوجد تعليل يفسر وجود الجانبين الطيب والشرير في البشر” .
هل يمكنك تصور كيف يكون الإنسان “خيرا كله” أو “شرا كله” ؟ . تخيل انطباعك عند رؤية الأول ثم الثاني . “ستيفنسون ” صوّر لنا بعضا من هذا في صفحاته التي حملت لغزا محيرا للمسكين ” أترسون ” لم يفهمه إلا في النهاية ، ولكنَّ ثمن الفهم كان باهضا للغاية . "