حين تترنح ذاكرة أمي > مراجعات رواية حين تترنح ذاكرة أمي > مراجعة Sima Hattab

حين تترنح ذاكرة أمي - الطاهر بن جلون
أبلغوني عند توفره

حين تترنح ذاكرة أمي

تأليف (تأليف) 3.7
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

حين تترنح ذاكرة أمي

عدد صفحاتها:260

لكاتب :الطاهر بن جلون

تقييمي لها:5/4

«أحب أمي لأنها أولا أمي، ولأنني أعترف بفضلها علي، ولأن هذا الحب ثالثا يكاد أن يكون دينيا». إنها موجزة لكل ما ستقرأ في الرواية إنها الأم ومن منا لا يحب أمه، هي التي تستطيع تحمل كل الألم والمشقات في سبيل سعادنا دون الشكوى او التملل، نكتشف ضعفنا عند مرضها وعدم قدرتنا على إيفائها حقها وخدمتها على أكمل وجه.

ابدع الطاهر بن جلون في الكتابة عن امه ووصف مرضها الزهايمر التي تعاني منه ومدى الألم والصعوبات التي واجهتهم في التعامل مع المرض كون أن هذا المرض يدخل الشخص في حالة اللاوعي ويتهيأ افكار وخيالات يعيش بها يكرر الحديث مراراُ وتكراراً وقد يحث في بعض الأحيان عدم قدرته على قضاء حاجته، أنه لأمر صعب على الكاتب أن يصف مشاعر والدته واحاسيسها وانفعالاتها وأفكارها.

لا أعلم أن هناك شعوراًً أصعب من ان تنساك امك أنه لشعور صعب وخانق وكأن هناك غصة تخنقك وتشد عليك، أن تراها لا تتذكرك وتعتقدك أخاها أو أي شخص أخر ولكن لست ابنها وصف الالم الذي يشعر به عندما لا تعرفه عندما تسأله مرات ومرات عن عدد اولاده عن عمله، تحدث عن مشاعره التي تنتابه من الخادمات التي تقوم بخدمة والدته في فترة مرضها حيث أنهن يشتكين دائماً من الحاحها وعدم قدرتها على النوم ليلاً وصراخها ومناداتها على أهلها واخوتها وزوجها وأمها، كيف أنه يجلس دائماً بالقرب منها للاعتناء بها بالرغم من مشاغله الكثيرة الا انه لا يستطيع فعل شيء لها فهو وهي تحت رحمة الخادمات اللواتي يقمن على خدمتهما.

يعقد مقارنة بين المجتمع الاسلامي والمجتمعات الغربية الاخرى في بر الوالدين والمشاعر والاحاسيس التي يحسها الابناء تجاه اهلهم ومدى قوة العلاقة والرابطة بين الابناء والاهل وكيف اننا في مجتمعاتنا الاسلامية نهتم ببر والدينا ونرعاهم في كبرهم على عكس الدول الغربية الذي يقوم ابناؤهم بايواء اهلهم في بيوت للرعاية وقد يتوفى الاهل دون وجود أحد من أبنائهم حولهم

يصف مشاعر الالم وهو يراها تذب يوماً بعد يوم تذوي أمامه وتنكمش على نفسها كطفل صغير غير قادر على قضاء حاجته وحده وبحاجة إلى رعاية كبيرة، وانت تقرأ سطوره تعرف مدى صلابة الام وانها جبارة في احتمال متاعب الحياة وتربية ابنائها وعدم الشكوى من ذلك وكيف أنها قادرة على القيام بهم جميعاً حال مرضهم ومدى صعوبة الابناء القيام بوالدتهم على أكمل وجه.

لا أصعب من معرفة ان والدتك تذبل وتهوي في طرق الموت يوماً بعد يوم وعليك وداعها في كل لحظة أنت معها بها لانك لاتعلم متى ستفقدها للابد وستفقد حنانها ودعواتها التي كانت تحيطك بها وكأنها طوق نجاة يحميك من كل شي عندما تتحدث عن وفاتها وكيف تريد ان تكون جنازتها وبيت عزائها تريده احتفالاً كبيراً هل لك ان تتخيل فقدانها

"الموت مصير حتمي يتجاوزنا يسكننا يلازمنا منذ ولادتنا الموت حق لا يمكن لأحد ان يفلت منه او ان يغيره"

لغة الكاتب جميلة والسرد جميل وسلس ولكن بها تكرار كثيرووصف ليس له من داع ومن الممكن اعتبارها سيره ذاتيه ولكن كيف له ان يستحضر كل هذه الذكريات ليكتبها عن والدته لا اعلم

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق